+ A
A -
رغم مخاوف دفعت إلى رفع شعار «إسرائيل تغرق»، على خلفية تعيين اليهودي الروسي أفيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع، ورغم استقالة وزير البيئة احتجاجا على التعيين، ورغم قول بعض الإسرائيليين إنهم يفكرون بالهجرة لأن «دولتهم» لم تعد مكانا آمنا لأبنائهم.. رغم ذلك، هناك محاولات مكشوفة لتسويق ليبرمان كسياسي عاقل، يملك أفكارا خلاقة لتحقيق السلام.
ومن الذين يسعون لتلميع صورة ليبرمان المحلل العسكري أليكس فيشمان الذي كتب في «يديعوت أحرونوت» انه سبق للوزير الجديد أن روج للتسوية الاقليمية، وأنه سيخضع الآن إلى اختباره الأول في إمكانية دفع هذه التسوية إلى الأمام من خلال «تنازلات» للفلسطينيين على حساب المستوطنين ومستوطناتهم.
كثيرون يعملون على تشذيب «خريج البارات» وتعليمه فنون الكلام المعسول بدل التلويح بقطع رؤوس الفلسطينيين بالفأس وإبادة غزة من الوجود بالنووي. وبهذا الخصوص لا يستبعد فيشمان أن يصبح ليبرمان بعد فترة رئيسا للوزراء مستخدما شعار «قوي في الأمن.. مرن في السلام» الموجه للفلسطينيين المتوجسين وإلى الإسرائيليين الغاضبين.
غير أن ليبرمان المقيم في مستعمرة بالضفة الغربية لإثبات دعمه الاستيطان، يحمل بالتوافق مع نتانياهو - كما يتردد - أفكارا تتضمن فتح مسار للتسوية مع الفلسطينيين في إطار تسوية شاملة مع العالم العربي.
ويناقش صحفيون إسرائيليون باستفاضة اقتراح عبدالفتاح السيسي تحويل السلام البارد مع إسرائيل إلى سلام حار، ليس عبر حل فلسطيني فحسب، بل من خلال تسوية مع الأمة العربية، وربما الإسلامية.
يذكرنا ذلك بمبادرة السعودية التي تبنتها قمة بيروت عام «2002»، وتنص على انسحاب إسرائيل الكامل من الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة مقابل تطبيع شامل مع العرب والمسلمين.
أرييل شارون رفض المبادرة وقلل من أهميتها لأن إسرائيل لم تكن قد استكملت بعد، مشروعها الاستيطاني التوسعي الذي قضى على حل الدولتين فيما بعد.
لا نعرف إن كان السيسي قد شاور الرياض قبل تقديم العرض لإسرائيل، لكن ما نعرفه أن مبادرة الرئيس المصري تمت بالتفاهم مع عميل إسرائيل المعروف توني بلير المنهمك خارج المناصب الرسمية، في التآمر على الفلسطينيين والعراقيين.
ومن خلال «تربيط» هذه التطورات وسط تقارير عن خطة للإسراع في «لملمة» دويلة فلسطينية ما وسط الجدار والمستوطنات، تمهيدا لإقامة كونفدرالية مع الأردن، لا يمكننا إلا أن نعبر عن الشك والريبة تجاه تسويات من هذا النوع يأتي الحديث حولها في ذروة ضعف فلسطيني وعربي يصل إلى درجة العجز الكامل.
فهل نسمع في الأيام المقبلة عن «مبادرة ليبرمان» الذي قال في خطاب له أواخر ولايته كوزير للخارجية إن «السلطة الفلسطينية خائفة من عقد تسوية وحدها مع إسرائيل؟» وردّ بنفسه على تساؤله بالقول إن «تسوية شاملة مع العالم العربي المعتدل ستؤدي إلى حل المسألة الفلسطينية».
copy short url   نسخ
28/05/2016
2641