+ A
A -
نتانياهو وعباس وبشار، ثلاثتهم نجوم مهمون في سواد السياسة العمياء، دون ان يعني هذا اننا نسينا الكبار الخمسة او ربما الاربعة او الستة، وقادة دول الحصار، وغيرهم.
وإذا كان صحفيون اسرائيليون قد صنفوا رئيس حكومتهم بالمحتال المختال الفاسد اولا، ثم بالجبان والكسول والغبي، فهو وسارة زوجته يحكمان ارضا لا تمت لهما بنقطة دم او ماء، رغم ان المال مشى في عروقهما مدرارا «طق بعده شرش الحياء» لديهما، كما لدى بقية نجوم السياسة الهابطة في جنبات الارض.
اكثر ما يدهشني في ابومازن انه يكرر عرفات بروح رياضية خرساء، موهما ايانا بأنه قد اكتشف القمر.
كل كلمة قالها مكررة وتُنْطق في غير وقتها، كالرصاصةحين تستقر طويلا في الدماغ.
أما بشار فخارج التاريخ والجغرافيا وعقول المفكرين والساسة الأنقياء، منذ ان حفظ درس ابيه الاول حين دمروا حماة على رؤوس اهلها عام 1982 لأنهم يصلون في المساجد وسقط 30 ألف قتيل. المسار لم يتغير لكن الجثث صارت اكثر والدم أغزر والارتهان للأجنبي اكبر.
بوتين بصراحة لا يعرف ماذا يفعل لأن الازمة التي توقع لها ستة شهور عندما ارسل غربان السوخوي، تضاعفت مرات، وبرهنت على فشله في حل الازمة، بل حتى في تقسيم سوريا الى اربع او خمس دويلات.
أراد «القيصر» أن يَظْهر أستاذا في ابتكار الحلول، لكن الحقائق تقول إن سوريا انتهت في عهده، وشرب نخبها مع اعوانه. وفيما لا يزال الناس يموتون بأسلحة الدمار، يقصف أخصائيو الإبادة الغوطة الشرقية البطلة بالبراميل المتفجرة وكل ما يخطر على البال، كي يأتي الحل الذي لن يرى النور لسنوات قادمة، مع الأسف الشديد، لغباء الادارة والتخطيط.
لقد قرأ المتآمرون الفاتحة على ارواح دمشق وبغداد وصنعاء وطرابلس، وغيّروا المعادلات ورسموا الخرائط وعبثوا بالدين وجروا العواصم على عجلات «طروادة»، ثم صفقوا لصفقات القرن التي تمت او قد تتم، لكنهم لم يحسبوا حساب المفاجآت. فثمة دول لم تركع او تخضع، ولديها من الامكانات ما يؤهلها لصد أولئك الذين صدمتهم الحقائق.
فالعالم ما زال يتربع بعض رجالاته الشجعان على مواقع الصمود والصبر والعدالة، ويكافحون الإرهاب الحقيقي بصدق وجدية، موجهين الضربات لمنظري الفوضى غير الخلاَّقة التي بدأت من الآن في الالتفاف حول الأعناق المريضة.
مخطئ من يظن ان المنطقة تسير على هَدْي من كتب الحرف الاول من «إلياذة الشر»، ومن فشل تماما في كبح جماح الذين تعهد بوضعهم عند حدهم.
ربما يكون الآتي اعظم، والعراقيل اكبر مما نتصور، قبل ان يولد مستقبل مشرق بالامل والعدل، وقبل ان تطلع الشمس، عودتنا، لتعود العقول الى مرابعها، والحكمة الى الذين صودرت منهم لصالح الكواسر السوداء.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
25/02/2018
2458