+ A
A -
يحب جل الناس التنزه، والسفر، والتجول في الأرض، والخروج من البلاد إلى بلاد تنعم بالأجواء المنعشة، الدافعة والدافقة للتمتع بالحياة، وعادة تتّجه أنظار السيّاح والناس وجل القطريين إلى تركيا بجميع مدنها، وتحديداً إسطنبول، ومنطقة «بليك دوزو»، شرقها وغربها وشمالها وجنوبها. تركيا جميع فصولها ممتعة تُشجّعك لقضاء عطلتك أو إجازتك فيها، فيها الماء والخضرة والوجه الحسن وما لذ وطاب، هناك العروضات الشائقة في منطقة «مارتر» والبازارات الشعبية والمرتفعات الشاهقة، رغم برودة الطقس، تزداد إسطنبول جمالاً في هذا الفصل من السنة.
الهبوط في مطار أتاتورك خلال هذه الفترة من السنة، يُعدّ هبوطاً اعتياديّاً، هبطت طائرة القطرية في مطار أتاتورك، وفور النزول من الطائرة، اتجهنا إلى منفذ الجوازات، إلى أن انتهينا إلى خارج المطار، وباغتتنا قطرات المطر المتناثرة هنا وهناك، وشعرت معها بالارتياح.
أحب تركيا، وأهيم بها عشقاً لأنها تزيدني عشقاً، كما يقول المطرب العراقي كاظم الساهر، في تركيا يكون حالي كحال «عصفور بلله المطر»، وكحال أي مواطن تركي يركب المترو باص، أو التاكسي العادي- بوعداد- وأتحاشى صرف مئات أو آلاف الريالات وربما باليورو أو الدولار على سيارة أجرة، بينما كلفة المترو باص أقل من 10 ليرات، يوصلك إلى أي مكان تريده ووسط إسطنبول، بلا عناء أو مشقة أو تعب.
مدينة إسطنبول فيها حياةٌ تختلف عن المدن الأخرى، مدينة تعجّ بالسياح والخليجيين والقطريين والمتنقلين فيها حتى ساعات متأخرة من الليل، متعة ووناسة وأنس وفرجة، الطقس جميل، المطر لا يتوقف، والهواء المنعش يفجر براكين الرومانسية ويدفعك دفعاً للحميمية، عادة
«البرد» في تركيا يبدأ من نوفمبر ويستمرّ حتى أبريل من كلّ سنة، حينها يتفادى بعض السيّاح المساحات المفتوحة ويلجؤون إلى «المولات» أو «البازارات» المغلقة، ولكنّ هذه السنة السياح تجدهم يتجولون في الشوارع المحيطة والحدائق العامة لأن الأجواء ليست ككل سنة، لا ثلوج ولا هواء بارد يلفح الوجوه بطريقةٍ مؤلمة أو يُسبب الآلام في المفاصل.
منطقة «كاباتاش» تشهد الازدحام في إسطنبول كالعادة، ورغم ذلك، فإن المشي والسير على الأقدام مشجع يجعلك تكتشف مناطق إسطنبول بشكل أوضح وأحسن، كل مناطق إسطنبول يحلو استكشافها سيراً على الأقدام، وهو أمر ممتع وجميل تشعر معه بالمتعة ونوع من ممارسة الرياضة الماتعة الممتعة.
تشاهد في أثناء سيرك الباعة المتجولين، باعة «الكستنة» و«الذرة» و«السميد» وغيرهم، يعرضون عليك شراءها،
في هذه المرة الصخب السياحيّ أقل في إسطنبول!
ولكن الأسواق مزدحمة، والتسوق أمر شائق، خصوصاً وأنا كنت أبحث عن عطر طلبه مني أخي العزيز بدر سالم الشموسي أحد تجار البيزنس المفرق، بحثت عنه في «أورتاكوي» في منطقة «بيبيك»، وهي منطقة سياحية روعة كلها أسواق ومحلات ومطاعم ومقاهٍ بديعة تطل على ساحل البسفور عند ساحة البطاطا، النزهة فيها سيراً على الأقدام، متعة ووناسة غير.
ومن «الملفتات» التي قد تصادفونها في شوارع إسطنبول، بعض حيل أصحاب مسح الأحذية!
على الرغم من البرودة الشديدة، تكثر الأجواء الاحتفاليّة، ويبقى القول إنّ السياحة في إسطنبول متعة حقيقيّة، يرفع أذان الفجر في إسطنبول الساعة السابعة ودقيقتين فجراً والدنيا مظلمة، والعشاء الساعة الثامنة تقريباً، هذه السنة لا ثلوج كثيفة ولا قليلة، وسواء في مطر في إسطنبول أو لا.
فوجودك في ذاته في مدينةٍ تحبها وتحب ما فيها نكهةٌ خاصة، تُشعرك بالسعادة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
23/02/2018
1721