+ A
A -
دماء في كل مكان، حولت مدينة وادعة كانت تحلم فقط بحق الإنسان في الحياة وفي التعبير، إلى بركة من الدماء، وسرادق كبير للعزاء.
الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، تعاني الأمرّين، جراء قصف دموي، وطيران لا يتوقف عن ارسال الموت لأراضيها، وعجز دولي مريب، لم يتعد تدخله سوى بضعة إدانات خجولة.
الغوطة التي لم يكف رئيس النظام السوري، إطباق الحصار الخانق عليها، أو ابتداعه وسيلة اخرى لقتل الشعب بسياسة التجويع، فأرسل لهم وابلا من القذائف والقنابل العنقودية، وبراميل الموت، ليتشرب كل شبر من ارضها الطاهرة بدماء الابرياء، وتظل علامة بائنة على عجز المجتمع الدولي عن وقف مجازر الأسد، وإلزامه بالوقف الفوري لإطلاق النار.
مئات الضحايا المدنيين الابرياء، انتشرت جثثهم تحت الركام، وفي الطرقات والأزقة، وداخل المستشفيات التي لم يتبق فيها سرير فارغا، حتى افترش كثير من الضحايا ارض المشفى بحثا عن علاج غير متوفر، في ظل الحصار الخانق واستهداف المستشفيات، فالنظام لا يريد لأحد الجرحى ان يجد طبيبا مداويا، قبل ان يلقى حتفه بغارة جديدة من طيران الدمار والقتل.
مع هذا النظام الذي لن يتوقف حتى يقتل ما تبقى من شعبه، لا تصلح سوى الدعوة السديدة لدولة قطر، ورؤيتها التي كررتها مرارا، بضرورة ضمان المساءلة وتحقيق العدالة الجنائية، حتى يتوقف الجناة والقتلة في سوريا عن ارتكاب تلك المذابح في ربوع سوريا، فبغير محاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم، لن تتوقف هذه المجازر التي ترتكب في الغوطة الشرقية وغيرها من المدن والبلدات السورية المنكوبة، بقصف نظام وحشي، ولغ في سفك الدماء.
copy short url   نسخ
21/02/2018
728