+ A
A -
الأمن، ظل منذ وقت طويل، في هذا العالم، هو المجهول.
من ينظرُ إلى ما يجرى في هذا العالم، من حروب وتوترات تأخذ بتلابيب توترات، يستيقن تماما، ان هذا العالم أصبح تماما على حافة واحدة من أسوأ الكوارث في التاريخ الإنسانى.
كراهية، وتشدد فظيع، وأطماع توسعية، وسباق في التسلح، وتهديدات طائشة بالضغط على الازرار النووية.. وثمة مجانين تنشط فيهم جرثومة العدم..
لكن رغم ذلك، هنالك في هذا العالم، من هم قلوبهم على الأمن، والسلام.. وعلى الحياة إجمالا، تلك التي لا ترهيب فيها، ولا خوف، ولا فزع.
صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثانى- يجيء في صدارة أولئك الذين قلوبهم على هذا العالم: امنه واستقراره، وسلامه، ذلك الذي يظل مطلوبا بالحاح ان تقوم ركائزه على اسس من العدل، والخير والجمال.
لا.. لستُ وحدي الذي يمكن ان يبصم على ذلك، بمنتهى الطمأنينة والإيمان. كل الزعامات العالمية التي شاركت في مؤتمر ميونخ للأمن- في نسخته الرابعة والخمسين- بصموا على ذلك بعقولهم، صاحب السمو يقدم في واحد من اهم الخطابات في ذلك المحفل الاممي، خريطة الطريق إلى ذلك المجهول.. مطلب العالم العزيز.
الشرق الاوسط، زيتونة لا شرقية ولا غربية، لكنها مطمع الغرب والشرق معا، وحيثما كانت المطامع، كانت التوترات والازمات والحروب.
الشرق الاوسط، هو ارض الاديان والحضارات والثقافات والثروات، لذلك ليس غرييا ان يصبح هكذا، هو ارض الأطماع التاريخية والآنية، وكل أطماع المستقبل.
لا حاضر لهذا العالم، وليس من مستقبل، إلا في هذا الشرق الاوسط، بوابة الدخول والخروج الدوارة، لهذا العالم كله.
من هنا كان تركيز صاحب السمو على حتمية بناء الأمن في هذا الجزء العزيز جدا، من هذا العالم.. والأمن- في مفهوم صاحب السمو- منظومة متكاملة، مبنية في الأساس على مفاهيم رد المظالم، واشاعة العدل، وكبح جماح الاطماع، وارساء قيم الديمقراطية والمشاركة الأفقية الفاعلة في صناعة القرار، جنبا إلى جنب مع ارساء مفاهيم الحوار
بين الحضارات والثقافات والأديان، والمذاهب.
تلك هي خريطة الطريق التي رسمها صاحب السمو.. أكثر من ذلك، دعا سموه إلى تأسيس كيان أمني شرق اوسطي، بين كافة دول هذه المنطقة الحيوية، معنيا في الأساس بإرساء مفهوم الحوار، ذلك لان بالحوار وحده، يمكن القضاء على كافة أشكال الصراعات، وعلى كافة مآلات التدخلات في المنطقة، وما أخطرها من تدخلات.
الفكرة التي طرحها صاحب السمو، هي فكرة مطلوبة الآن بإلحاح، في ظل ما تشهده المنطقة حاليا.. وهي فكرة ستصير حتما قابلة للتنفيذ في المستقبل، ذلك لأن هذا العالم، من عاداته، لا يستجيب للأفكار العظيمة إلا في ضحى الغد، بعد كل منعرج نيران مدلهمة وأرتال أرتال من الضحايا!
لنحسن الظن بهذا العالم.. ونأمل ان تتحول فكرة صاحب السمو، إلى واقع في القريب.. في هذه الارض التي تتغطى، بالمظالم، واضاعة الحقوق التاريخية، والحكام المتسلطين، والكبت، والنيران.. والنيران تحت الرماد، والأطماع، والاستقطابات الحادة، والتشدد، والإرهاب.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
19/02/2018
2165