+ A
A -
حبس العالم انفاسه حينما قال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية السابق، إن الولايات المتحدة على شفا حرب مع كوريا الشمالية أكثر من أي وقت مضى، ولم ينخفض منسوب القلق العالمي الا حينما قال رئيس «الجنوبية» مون جاي ان شبه الجزيرة الكورية لن تشهد حربا بين شطريها، واغلب الظن ان «الشمالية» منذ نما إلى اسماعها ما قاله رئيس توأمها الجنوبي، قرر زعيمها «رجل الصواريخ» الا يضيع فرصة بدت له سانحة، وهي العمل على فتح قنوات اتصال فعالة مع الشطر الجنوبي، اذ من الافضل ان يمر الطريق إلى واشنطن عبر سيئول، دون الحاجة إلى تجاوز الجارة الجنوبية مباشرة إلى بلاد العم سام، ومن هنا كانت دورة الالعاب الشتوية، هي المناسبة الافضل لطرق ابواب سيئول، حيث ارسل زعيم الشمالية شقيقته الصغرى الرقيقة الصارمة ومستشارته المقربة التي تربت وتعلمت في سويسرا وتوصف بأنها «كيسنجر الكورية»، لتترأس وفد الشمالية إلى الالعاب الشتوية، ولتحمل معها دعوة دافئة العبارات من شقيقها إلى رئيس الجنوبية، الرجل الذي لا يؤيد نشوب حرب ضروس مع الشطر الشمالي
زعيم «الشمالية» الذي اشاع قلقا في العالم بمشروعيه النووي والصاروخي لم يستجب إلى أي من دعوات ترامب له بالحوار، واغلق الابواب في وجه واشنطن دون مبرر، وربما لم يستوعب بعد ان قنواته المفتوحة مع سيئول لن تثني واشنطن عن الاخذ بخيار الحرب لو ان ذلك هو الحل الوحيد، وان اتصاله يسيئول لا يعني استبعاد خيار المواجهة، بقدر ما يعني تجنيب الشطر الجنوبي خسائر فادحة للشراكة في حرب حامية الوطيس، حينما تشنها واشنطن من خارج اراضي «الجنوبية»، وان خطط واشنطن في هذا الصدد نجحت في ترطيب العلاقة بين الشطرين، دون التنازل عن العلاج بالكي العسكري ضد الشمالية.
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
19/02/2018
1540