+ A
A -
كنت، وغيري، أظن أن المرشح الأميركي للرئاسة دونالد ترامب يتولى إفشال نفسه بنفسه، وأن كل يوم يمر ويصدر عن هذا الرجل تصريحات ومواقف، فإنها تكون معول هدم لشعبيته التي بدت أحيانا كبيرة ومخيفة، تزيد عما يمكن توقعه.
ويفيد تصريح للرئيس الأميركي أوباما الذي توجه به إلى ترامب، وقال فيه: «إن الجهل ليس فضيلة»، في تصور أن التقييم الأميركي للرجل، يتجاوز تنافسا حزبيا إلى مقت يتنامى، وإلى الاعتقاد أن أميركا لن تفقد عقلها وتسلم قيادتها لترامب، فالرجل سيسعى إلى لقاء زعيم كوريا الشمالية الخصم لبلاده والعدو اللدود لعدد من حلفائها، والرجل سيقلب رأسا على عقب الكثير من الأوضاع في أميركا.
ولكن ترامب لا تضعف شعبيته كما يرتقب، وإلى درجة أن الرجل وضع «فزيتا» 200 دولار لمن يرغب حضور حملاته الانتخابية، ما يعني وثوقه في شعبيته.
وفي واقع الأمر أن صعود أسهم ترامب، على نحو ما نسمع ونقرأ، ربما يعكس عدم وعينا بتحولات في المجتمع الأميركي تجعله يعطي اصواته لهذا الرجل، ولو إلى حد الاقتراب من البيت الأبيض وليس سكناه، فالرجل يقول إن بريطانيا ستكون في وضع أفضل لو تخلت عن عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أسابيع قليلة من زيارة أوباما للندن والتي حذر فيها بريطانيا من مغبة التخلي عن عضوية الاتحاد الأوروبي، فترامب يخرج بذلك لسانه للرئيس الأميركي، والرجل يعد إذا فاز بالرئاسة بإجبار رئيس شركة فورد على نقل معامل الشركة من المكسيك إلى الولايات المتحدة في غضون 48 ساعة، وإجبار شركة آبل على الكف عن إنتاج هواتف آيفون في الصين، وسيمنع دخول المسلمين.
فالرجل مغرم بالسباحة ضد التيار، ويستهويه أن يشذ عن المنطق، ويسعى إلى تغذية نزعة قومية عدوانية أميركية فاشية.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
27/05/2016
2063