+ A
A -
في حوادث الطيران لا ينفع التنجيم، فالكلمة الفصل للصندوقين الأسودين، ومع ذلك فإن بعض التكهنات قد تكون مفيدة لتقديم صورة أولية لما يحدث، ولكن استنادا إلى معطيات سير الرحلة وطريقة التحطم.
الطائرة المصرية نُكبت مرتين، مرة بسقوطها من ارتفاع «37» ألف قدم، ومرة أخرى بآراء الخبراء والمحللين.
منذ اللحظات الأولى لانتشار خبر تحطم أو سقوط الطائرة تحولت المحطات التليفزيونية العربية إلى تقديم تغطيات واسعة للحادث المأساوي، ولأن المعلومات الأولى كانت شحيحة، فقد استضافت تلك المحطات عشرات المحللين، منهم من تحدث عن إسقاطها بصاروخ تركي بسبب الخلافات القائمة بين القاهرة وأنقرة، ومنهم من رجح أن تكون خُطفت، وآخرون قدموا أسبابا مروعة تنم عن جهل فاضح، ليس بعالم الطيران، وإنما بالأخلاق أيضا، كحال الذين تحدثوا عن صاروخ تركي.
بين الخبراء، طيارون سابقون، نحمد الله أنهم تقاعدوا بعد أن استمعنا إلى آرائهم المخيفة، وبينهم أيضا رجال سياسة وإعلام لم يتوانوا عن تقديم تحليلات لا علاقة لهم بها.
سقوط طائرة حادث مفجع، والفجيعة الأكبر تكمن في تقديم تحليلات سوف تسبب لعائلات الضحايا آلاما هم في غنى عنها، أما تسييس مثل هذه الحوادث المؤلمة فهو الفجور بعينه. كل ذلك سمعناه في الساعات القليلة التي تلت خبر سقوط الطائرة المنكوبة.
منذ فجر الخميس وحتى مساء الجمعة توالت التحليلات، إلى أن تم الإعلان عن صدور إنذار آلي، لمدة ثلاث دقائق تقريباً، يشير إلى دخان في مقدمة الطائرة وخلل فني في نظم التحكم الإلكترونية للطائرة، فتغيرت الروايات وأصبح لدى الخبراء مادة جديدة للتكهن.
.. اتقوا الله.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
26/05/2016
2406