+ A
A -
جاء في الصحيح «لعن الله من خبب امرأة على زوجها، ولعن الله من خبب رجلا على امرأته...، الحديث، والمراد بخبب أفسد والتخبيب الإفساد، والإفساد انتشر في كل مكان وساد، ولا يخلو منه مجلس ولا إدارة ولا مكتب! فما بالكم باللعان وبذاءة اللسان، والقيل والقال في الليل والنهار، سلوكيات باتت تتفشى بين الأشقاء الأعزاء، بين الجيران والخلان، لم يسلم منها وضيع ولا رفيع مقام، مشكلة الكناية عن العورات، قذارة الكلام المبطن والصريح، شاع بين أبناء الخليج، فحش، وسلوكيات بغيضة، متعلقة بالعورات، والتشكيك بالقدرات، والتهوين من الآخر، سلوكيات لا يمكن أن تتفق مع أخلاق المؤمن، الإيمان عفة، عفة عن المحارم، والإيمان لسان نظيف،
يروون: أن رجلاً له خصوم، هددهم أن يدوسهم بحذائه، فقال خصومه: نرضى أن نداس بحذائك، لأنه أنظف من لسانك!
لا يوجد شيء يقزّم الإنسان كبذاءة اللسان، كالفحش في القول، كتسمية العورات، وذكر فلان وفلان بأقبح الصفات وكل الفحش في زيد وعبيد، في س أو ص سلوك شائن، يعني التشكيك، يعني الاتهام ما يعني كل الفحش في زيد وعبيد، في س أو ص سلوك شائن، يعني التشكيك، يعني الاتهام، يعني الطعن، وأهلنا في الخليج لهم مثل رائع في هذه المسألة يقول (كلّ يرى الناس بعين طبعه )، والذي فيه شوكة تنغزه، إذا كان الإنسان قذر يتوهم أن الناس ملطخين بالسلوكيات السيئة،، إذا كان الإنسان مخادعًا يتوهم أن الناس مخادعون، إذا كان للإنسان ظاهر وباطن يتوهم أن الناس لهم ظاهر وباطن،
النظيف نظيف، والمستقيم مستقيم، في سريرته وعلانيته، سره كجهره، خلوته كجلوته هذه الازدواجية التي أبتلينا بها مرض، نفاق، سمها ما شئت.
ضبط اللسان جزء من الإيمان ومن المروءة ومن الخلق : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ حتى يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ .
الإنسان العاقل لا يتكلم بالعورات ( لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ، وَلا بِلَعَّانٍ، وَلا الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ).
يوجد رجل أنيق جداً، تكلم كلاماً بذيئاً جداً، فقال له أحدهم: إما أن تلبس مثل كلامك، أو تتكلم مثل لباسك، هذا الكلام لا تناسبه هذه الأناقة، فإذا كان كلامك بهذا الشكل، فالبس لباسًا يتناسب مع كلامك!
الآدمي (السنع) مغسول ألف مرة لسانه، نظيف، طيب لا يقول إلا طيباً، أما أولئك الكلاب المسعورة التي لا يوجد لها أدب، لا يوجد لهم حياء، ولا خجل أبداً، الذين يضربون الأسافين بين أبناء الإقليم الواحد والذين لا يألون في أبناء المنطقة وقياداتها وحكامها وشيوخها إلاً ولا ذمة! البذاؤن الشتامون اللعانون الذين بينهم وبين الأخلاق والاستقامة مسافات طويلة، فليخسأوا! سقوط أخلاقي وسياسي لا حدود له! رموزه إلى مزابل التاريخ أقرب سيمضون وينتهون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
26/01/2018
2723