+ A
A -
أسعدني وأسعد الملايين من العرب والفلسطينيين، وأغضب النتن وليبرمان والصهاينة والاميركان ومن تصهينوا وتأمركوا من عرب وعجم، هذا الخطاب الذي وضع فيه رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن كل الملفات على الطاولة بوضوح، وكان خطاب زعيم يريد أن ينهي حياته بقول الحقيقة.. لا لقرار ترامب لتحويل القدس عاصمة للصهاينة، لن نبيع أنفسنا مقابل حفنة ريالات أو دراهم معدودة وغير معدودة، لن نسمح بالمتاجرة بفلسطين، ولن نسمح بأن تستمر فلسطين تباع وتشترى. نحن سلطة بلا سلطة. لا تنازل عن حق اللاجئين..أفشلنا مخطط التنازل عن القدس كما روج الجواسيس.
خطاب زعيم ما بين الجد والهزل.. والبلاغة والعامية جعلني أتسمر أمام التليفزيون لأصفق له بحرارة.. وأنا منذ التقيته في مبنى جريدة الوطن القطرية عام 1996 وهو بعد بلا مناصب بالسلطة.. لكنه موعود.. وتحدث لـ الوطن بنفس هذه الصراحة.. وكان يحزنني ما أغفلته اوسلو من حقوق.. واعتراف بإسرائيل قبل ان تعترف هي بدولة فلسطينية.. ويؤلمني ألا سلطة للسلطة.. وما حصل من فساد مالي وإداري.
خطاب.. توقعت ان تكون هناك ردة فعل إسرائيلية عربية غاضبة.. فان كان خطابا ليس فيه أسلوب الخطيب الجماهيري على غرار خطب ناصر والسادات.. لكنه كان خطيب زعيم يقلق العدو، فقد وصفه وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بأنه «خطاب خراب بيت أبو مازن»، مضيفاً في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي «هو خطاب يدل على تشتيت في التفكير، وخسارة دعم العالم العربي المعتدل، وبالطبع التخلي عن المفاوضات». لقد وصلت به الوقاحة ليقول
إن الرئيس عباس «يتصرف بصبيانية وعدم مسؤولية».
لقد كسر أبو مازن كل القيود والأواني مع ترامب بعد حديثه مع ولي عهد السعودية الذي يريد على نحو جارف «صفقة القرن» التي عرضها ترامب، والتي تتضمن من بين الأمور اقتراحاً أن تكون أبو ديس عاصمة فلسطينية، وقد اظهر الخطاب أن «أبو مازن خاب أمله من الموقف السعودي».
نعم إن خطاب الرئيس عباس «رسم صورة زعيم في نهاية طريقه السياسي، وليس هناك ما يخسره كما قال.. أطال الله في عمره.. «ليس لدي ما أخسره والرك ع الشباب».. خطاب وضع المجلس الوطني أمام مسؤولية تاريخية إما المقاومة أو الانبطاح!!
نبضة أخيرة
سأنتظرك على جسر الزمن لنصل الوطن بالوطن ونزرع وردة على قبر من أخلص للوطن.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
16/01/2018
46738