+ A
A -
يدفع الفلسطينيون الثمن في كل قصة لها علاقة بالشرق الأوسط. من الطبيعي ان يحدث ذلك، وإن كان مأساويا جدا في الوقت ذاته. فلولا وضع اليد بالقوة على أرض الآخرين خلال آخر مائة عام، لكان إقليمنا نظيفا، ليس فقط من رجس الصهاينة الافاكين القتلة والخونة الغدارين المتآمرين معهم، ولكن من قبل الحروب التي تفجرت في المنطقة وكل إرهابي خرّجته القاعدة وداعش.
والآن، عندما يجتمع المجلس المركزي الفلسطيني الذي تجاوزت أعمار معظم اعضائه الثمانين، فهم كمن يدعي انه ما زال ساري الصلاحية رغم فشله في فهم اي شيء يحدث، بما في ذلك سبب اجتماع المجلس بطلب من عباس «الخربان زيهم»!
أما ترامب الذي نطالبه بضرب رأسه بكل حجر يتدحرج امامه، للتعبير عن نزقه حينا، واحتقاره حينا آخر لتهديد محمود عباس بإحالة اسرائيل الى محكمة الجنايات الدولية بسبب جريمة الاستيطان، فما زال يلوّح بفرض عقوبات صارمة تشل رام الله، وتقطع كل مساعدة عنها وتعتبر موظفي السلطة ارهابيين وتعتقل كل من يطالب بالكفاح المسلح او ينشط خارج إطار الدبلوماسية (المغلق بابها من زمان)!
ترامب ليس وحده الذي يرغي ويزبد، فها هو وزير الاسكان «يؤاف غالانت» يهدد مسؤول حماس في غزة يحيى السنوار بالقتل إذا لجأ للتصعيد بعد هدوء مستمر منذ سنة.
وقال غالانت وهو قائد سابق للجيش، بالحرف الواحد: «يعيش سنوار وقته الأخير، وإذا تحرك سنزيله من اللعبة وننهي حياته».
واستخدم غالانت كغيره ممن سرقوا فلسطين عبارات متوحشة مهددا بإعادة قطاع غزة إلى العصر الحجري اذا اطلقت صاروخا على اسرائيل.
ورغم انه لم يعلن رسميا عن موت المصالحة بين الفلسطينيين، فالاجواء بين فتح وحماس صاخبة، والفتحاويون الهرمون الذين يعيشون على مشارف العجز، يتحدثون عن ضرورة استئناف الكفاح المسلح خاصة وهم غير مخولين برفع عقوبات عرفات المفروضة على القطاع، مع أن معبر رفح مغلق للشهر الرابع على التوالي!
لا اختراقات متوقعة إذن، والملفات المهمة عالقة أو مجمدة، وموشيه يعلون يهدد بُناة الأنفاق ويتعهد بحماية «مستوطني الغلاف» الملاصق لغزة، من القذائف. ومن المفهوم ان تكون توقعات حماس متواضعة، لكن خالد مشعل لخص المطالب بحل مشاكل الإعمار والحصار، وفتح المعابر وحل مشكلة خمسين ألف موظف توقفت السلطة عن دفع مرتباتهم، وإنهاء مشاكل المياه والبنى التحتية كالكهرباء والطرق.
زملاء غالانت في الكنيست يلوحون بالعودة الى التصفيات «الدقيقة» للحمساويين، وبحرمان من يطلق النار على اسرائيل من العودة سالما الى بيته. هذا عن غزة، فماذا لو صدق كبير محللي اسرائيل العسكريين «أليكس فيشمان» بتوقعاته انهمار أربعة آلاف صاروخ من لبنان على اسرائيل يوميا في القريب العاجل؟!

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
15/01/2018
2628