+ A
A -
منذ ثلاثين عاما قرأت لعدد من الشعراء والكتاب، ان ادعاء هيرتزل بأن فلسطين هي ارض الميعاد ما هو الا كذبة كبرى ابتدعها هيرتزل ليقنع الغرب ان الكيان الذي يريدون إقامته في العالم الإسلامي لمنع قيام حضارته من جديد لا يصلح الا في فلسطين كونها ارض الميعاد، وان القدس هي أورشليم، وانطلت الكذبة على الغرب ولم تنطل على السلطان عبد الحميد الذي رفض منح اليهود مساحة في فلسطين لإقامة وطنهم الموعود، فما كان من بلفور الا ان يصدر وعده عام 1917 بتحقيق هذه الكذبة، التي عملت الصهيونية على طمس كل الحقائق التي تشير إلى ان القدس ليست أورشليم، وكنت اتساءل حين اقرأ انها كذبة، كيف للهدهد ان يذهب من ايليا (القدس الحالية) إلى سبأ، في يوم واحد ويعود بالاخبار، وكيف للوفد ان يصل بالهدايا إلى النبي سليمان ويعود في ساعات محدودة ولا زال الطبيخ على النار؟
امس جاءت الاجابات عن تساؤلاتي، فاورشليم التي يروج لها اليهود انها مقر الهيكل ليست القدس، التي هي ايليا، وانما صنعاء هي مدينة القدس وهي أورشليم ارض الميعاد التي تحدثت عنها الكتب السماوية هذا ليس من عندي انما من المفكر العراقي فاضل الربيعي الذي فجر قنبلة جديدة في وجه الصهيونية، القدس وأورشليم ليستا المكان نفسه..القدس ليست «أورشليم» التوراتية. القدس ليست أورشليم الموصوفة توراتياً..
(فاضل الربيعي).. مفكر عراقي مقيم في هولندا له ما يزيد عن ثلاثين مؤلفا، وهو شخصية استثنائية يجمع بين الباحث في أصول التاريخ وتشابك مصادره الزمنية والسياسية، وبين كاتب الرواية والمقال، استندت عليه لإثبات قولك أن القدس ليست أورشليم؟
يقول فاضل ما تقوله أطروحتي النظرية هو أن التوراة في نصها العبري المعتمد رسميا لا تقول بأي صورة من الصور أن القدس هي أورشليم، ولا يوجد أي نص أو جملة أو إشارة في التوراة تقول ان مدينة القدس هي نفسها مدينة أورشليم، وعلى العكس من ذلك، التوراة وهي تصف مكانا بعينه تسميه قدس بدون ألف ولام، تصفه بأنه جبل وتستخدم نصوص التوراة في وصف هذا المكان كلمة(صعد) بما يؤكد أن المكان الموصوف هو مكان جبلي، كما أن نصوص التوراة كلها التي يرد فيها هذا الاسم تصف المكان محاطا بسلسلة من الجبال والوديان، وهي تسمي هذه الاماكن بالتسلسل مثلا وادي «دبرة»، جبل «صنة» وسلسلة جبلية تسميها«جنب»، بينما تصف التوراة مكانا آخر تسميه أورشليم تصفه بأنه مدينة ولا تقول أنه جبل، وتقدم لهذه المدينة وصفا مختلفا عن وصف جبل قدس، فهذه المدينة المسماة أورشليم هي قرب حصن جبلي اسمه «صهيون» وحصن جبلي آخر اسمه بيت بوس، كل هذا يعني أننا لدينا مكانان مختلفان كليه عن الوصف، أحدهما جبل والثانية مدينة، ولكل منهما وصف مختلف عن الآخر.
الكذبة بانت فهل ينقل ترامب سفارته من تل ابيب إلى صنعاء ويخلصنا .
نبضة اخيرة
اكتب لك من الدوحةً... فكل البلابل حضرت إلى هنا تغني للحاكم العادل .

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
14/01/2018
44145