+ A
A -
النزهة هي الترويح عن النفس أيام العطل والإجازات، يمكن أن تكون في سوق واقف، المولات، اللؤلؤة، البر، البحر، سيلين، الشاليهات، الحدائق، سباير إلخ.. كل قطر أماكن مناسبة وجاذبة للتنزه، أمس الأول قضيت أمتع اللحظات في كتارا، استقللت «جندولاً» صغيراً جميلاً للتجول في بحر كتارا ومشاهدة الجمال الذي لا يضاهيه جمال على أنغام الموسيقى الهادئة وسط الخليج، قضيت لحظات جميلة ممتعة ماتعة في جو بديع، ربيع، مبهج للنفس، وبعيداً عن صخب العمل وإيميلاته وضوضاء زحمة الشوارع، أحاطت بي كتارا واللؤلؤة وأبراج الخليج الغربي المليئة بأشجار النخيل الشامخة، شعرت بالأنس لم أحس بالمشوار، بل تمنيت ألا يتوقف «الجندول» ويعود إلى محطته، اندمجت مع المشاهدة وروعة المناظر، واللوحات الربانية، وجمال كتارا التي خططتها أيادٍ بديعة، وكفاءات عديدة، وترعاها قيادة رشيدة، شعور جميل انتابني وأنا أستقل «الجندول» نحو أحضان الطبيعة الهادئة، وخرير الماء الذي يدغدغ العواطف ويستثير الرومانسية، وسط الخليج لا منبهات السيارات المزعجة! ولا أصوات «البطابط» المرعبة! فقط خرير مياه البحر والاسترخاء الذي يسود المكان، مع هذا الجمال انبريت التقط بعض الصور للذكرى للجمال الممتد في المنطقة، يا له من شعور جميل وأنت في «جندول» كتارا ومعك «السميد» التركي أو سميد باللجبن، فتتذكر جمال إسطنبول وروعة منطقة «بايليك دوزو» كما ينطقها الأتراك، وتتذكر قفشات عدنان رسلان بيك صديقنا في إسطنبول وحرمه الكريمة، كتارا – قطر القديمة - ضاربة في الأصالة والعمق - احفظها يا ربي من وحوش الغاب وطائرات وحماقات من الذي مسعاه خاب! - وهيهات هيهات من الإضرار بدولة قطر! فالاقتراب من قطر للإضرار بها أشبه بالانتحار للعدو وللجار! هواء كتارا يشرح الصدر، ويفتح الرئة، ويدخلك في سكون عجيب، هواء كتارا يفتح الشهية، ويريح النفس، وتشعر معه بأنفاس عبقة، وكأن حورية عين ألقت بنفسها عليك، وهوت بمفاتنها فوقك، تدعوك إلى قبلة عذبة، يا سلام ما أجمل هذا الشعور، كتارا كأنها قطعة من الجنة تزيدك فرحة وسعادة ولطافة وبهجة، صدقوني إن قلت لكم لم أحس أبداً بمرور الوقت إلا بتوقف «الجندول» عن الحركة، إيذاناً بالنزول، إنه سحر كتارا، الذي أسر القلوب وذهب بالعقول وزادني انبساطاً ونشوة ودهشة وأخذت أدعو الله عز وجل في سماه أن يحفظ قطر وأميرها وقيادتها وحكومتها وشعبها من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد، تلك كانت نزهة لا تنسى على متن «جندول» كتارا في أحضان البحر، على أمل تجديد موعد لا متناهي معه.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
13/01/2018
2217