+ A
A -

من حسن الحظ ولو قليلا، في بيئة شديدة الاهتراء والفساد العاري من كل مبدأ، ان بنيامين نتانياهو مفضوح تماما حتى في مجتمعات لا تنتعش إلا في اجواء كهذه. بعض الذين ينتقدون نتانياهو ينتقدون في الواقع انكشافه وانكشاف سباحة ابنه الشاب »يائير« عاريا، وليس انقياده الى هذا المسلك الموغل في الفساد.
ولكن لماذا لا يزال هؤلاء يدافعون عن رئيس الوزراء؟ لأنه في رأيهم أفضل الموجود، ولأن فضائحيته تدفعه الى حضيض ربما يشكل خطرا على حكمه.
»أنقذوه إذن«، يصرخ الكثيرون فإسرائيل بعد تدخلات دونالد ترامب وتحويله القدس الى عاصمة غير شرعية طبعا، للدولة اليهودية، صارت اقرب الى صهيون الاول وصهيون الاخير، والى كل منتجي اللبن والعسل في فلسطين، وكذلك المثليين الذين تتضاعف أعدادهم، والملحدين وحلفائهم من أبالسة ترتدي ثياب البشر!
وكما جاء في مكالمة ليلية ثلاثية لشباب من ابناء اشخاص مرموقين، كتب عنها »سامي بيرتس« في »هآرتس«، فإن ما ورد فيها لم يكن ليتحول الى قنبلة الموسم في الدولة المقززة لولا دوران الحديث عن رئيس حكومة أفشى الاتصال الفاسد للغاية الذي قال اكثر مما هو منتظر.
في كل الاحوال، اعتبر بيرتس المكالمة الليلية التي كشفها في الاصل المراسل »تماي بيلغ«، وثيقة مهمة فيها الكثير مما يجب ان يُعرف من الاسرار والاكاذيب والنفاق. ولم تُكشف المكالمة فقط جراء بيئة نتانياهو العفنة، ولكن لأن التخمين المرجح هو ان تفاصيل المكالمة لم تكن ستنشر لو كانت الظروف مختلفة، لحظة دخول ترامب وزمرته حلبة الرقص على جماجم اهلنا، بطقوس سادية عجيبة.
كان سايم بيرتس صريحا وجريئا عندما قال انه لو كان يائير يقضي وقته في مساعدة دور العجزة بدل الاستجمام في نوادي العاريات لكان الافتراض بأن احدا لن يهتم، متسائلا عن السبب الذي يفرض على الدولة تمويل حراسة ابن نتانياهو وتوفير سائق له عند ذهابه الى حماماته، خاصة أن الحديث بين الشبان الثلاثة لم يكن حول الرومانسية او الاقتصاد، إلا انه ذهب ابعد من اطار التعري، الى درجة جعلت يائير يقول: »والدي (نتانياهو) دبر لوالدك رجل الاعمال (كوبي ميمون) تسهيلات اقتصادية«.
كان ابن نتانياهو سيئ المسلك، وعلى علاقة مع الذين يتحرشون بموظفات مكتب والده، وقد ضبط وهو يتحدث مع احد »أباطرة الغاز« في فلسطين المسروقة، والتوصل الى اتفاق لرفع سعره الذي حدده والده رئيس الحكومة لتصل قيمة الصفقة الى عشرين مليون دولار، فيما لا تزيد قيمة الاستحمام مع عارية عن اربعمائة شيكل.
هناك الكثير مما يمكن قوله حول سلسلة الفضائح التي تخطر على البال أو لا تخطر من طائرات ودبابات وغواصات، على سبيل المثال، لكن ما قيل في عمودي اليوم يكفي الآن. وأخيرا نقول: أهلا نتانياهو الكبير، وأهلا كذلك بنتانياهو الصغير، ووداعا إقطاعية فلسطين المباعة. إلى أن نلتقي في الموعد التالي المحتوم أقرب مما نتصور!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
13/01/2018
2807