+ A
A -
لا تشعري بالضيق يا سيدتي ،إن كان طفلك «زنّاناً» وكثير البكاء ،عمّال على بطّال ، فقد أثبتت التجارب ،أن الأطفال الذين يتحلّون بهذه الخِلال الكريمة ،يكونون أكثر ذكاءً ولماحيّةً من أقرانهم.
كانت «أم حين» تشكو لي مرَّ الشكوى من مزاج طفلها»حسين» الذي تعدّى السنوات الخمس حالياً ،فقد كان صاحبنا متميِّزاً في سرعة استدرار دموعه ،حتى وهو في قمة الإبتهاج ،وحارت أمه في التعرّف على أسباب ذلك ،ولكنه كان ،وهو في الثالثة ،يشفع نوبة البكاءِ -أحياناً-بصمتٍ تتخلّله حشرجات البكاء ،وسؤال أمه:
-إنت بتحبيني؟
وواضحٌ من ذلك أن صاحبنا البكّاء،كان يخشى في قرارة نفسه ،وعقله الباطن،من أن تكون أمه-وهي حضنه الدافئُ- منصرفةً عنه ،ربما لوجود إخوةٍ آخرين ،أو ربما باهتمامٍ آخر تجاه الوالد،أو صديقاتها ،وهو -بسبب طفولته- أنانيُّ النزعة، محبٌّ للاستئثار بما يراه قيمةً كبيرةً في حياته.
المهم أن «حسين» حينما بدأ مرحلة الحضانة المدرسية ،والتعليم الأوّلي ،أظهر نبوغاً لافتاً للنظر في شتى المعارف ،التي يتلقّاها ،وصار وهو في الصف الأول الإبتدائي أكثر التلاميذ نبوغاً ،وأسرعهم تحصيلاً.
عادت الأم تحكي لي هذه التطوّرات ،سعدتُ بذلك، وسألتها:
-لكن ماذا عن سمته الخاصة في التميُّز بالبكاء؟
أجابت:
- لا يزال يبكي دون سببٍ ،وحين أتركه يقبل في نهاية «الوصلة» سائلاً:
-ماما:إنت بتحبيني؟ أنا باحبك.
لم أجد ما أجيبها به سوى القول:
-وأنت أخبريه بأنك نحبينه كذلك ،وستلحظين أنه سوف يزداد بكاءً ،لكنه ،بالتأكيد، سيزداد شفافيةً وذكاءً..هناك في الطبيعة البشرية ما لا تستطيع التربية ،وعلم النفس إيجاد تفسيرٍ له ،ومن ذلك الحالات المزاجية ،الحادّة للأطفال الأسوياء ،فراعوا أطفالكم ،واقتربوا منهم.

ما زلت أغني:
يا شعرُ مهلاً فالدُّروبُ جميعُها...سُدّت علينا، والقلوبُ هواءُ
نتنفّس الإبداعَ في غَسَقِ الدُّجى...كيما يناجينا هوىً ،وهواءُ
متأمّلين غداً يُضمِّدُ جُرحِنا.....هل يسُعفُ الأملَ القريبَ ،رجاءُ؟

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
12/01/2018
2662