+ A
A -
يشعلها الكبار.. والصغار هم الذين تأكلهم نيرانها أكلاً، في معظم الأحايين!
عالمياً، لا إحصائية أممية، جامعة مانعة، تتحدث عن ضحايا الحروب من الأطفال.
الأطفال القتلى ليسوا هم وحدهم الضحايا. لا، ولا الجرحى.. ولا الذين تلوثوا عقلياً ونفسياً ووجدانياً، ولا الذين تيتموا، وتشردوا في الخيام البائسة وفى المنافي القهرية.. أطفال التجنيد القسري، هم أيضا ضحايا الحروب.. معظم الحروب في هذا العالم.
لا. ليست خطيئة الكبار وحدهم، إشعالها. خطيئتهم أيضا صناعة القتلة الصغار.. وتلك أسوأ صناعة في تاريخ الجنس البشري، على مر العصور.
تصنيع القتلة الصغار، تتم بطريقة نسف كل المحرمات في عقل الطفل ووجدانه وضميره: لا خطوط حمراء. لا مثل. لا قيم. لا كبير. اقتل. أنت بطل. أنت من تصنع ذاتك. وجودك بالقنبلة.. بالطلقة والسكين والساطور. أنت.. أنت الحياة، وماعداك هو الموت.. أنت المستقبل، وكل ماعداك هو باطل الأباطيل.
تلك هي التعاليم، في الميادين الخلفية لميادين الرصاص والسكاكين والدم..
انظروا أيها الناس، أي مستقبل هو في انتظار هذا العالم، في ظل هذه التعاليم.. في ظل هذا التشويه للفطرة. في ظل كل هذا التشويه العقلي والوجداني لطائفة من رجال مستقبل هذا العالم.
للأسف، هذه الطائفة تكبر باستمرار. انظروا إلى كل الأماكن التي يشعل فيها الكبار الحروب.. خاصة الحروب الأهلية.
القتلة الصغار.. يكبرون.
هم. هم الكبار الذين سيشعلون حروب العالم، تلك التي تتلهب نيرانها الآن، تحت الرماد.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
10/01/2018
2435