+ A
A -
ما أحوجنا إلى الأخوين رحباني. وإلى نزار قباني. وما أحوج القدس لفيروز لتغني لشوارع القدس العتيقة. لتستحث همم من بقي فيهم رجولة من أجل مدينة المليار و900 مليون عربي ومسلم ومسيحي مؤمن.. فالقدس تتعرض لأبشع هجمة ومن رئيس أقوى دولة في العالم..
في شهر نوفمبر العام 1969 وصلت إلى ثانوية الشويخ بدولة الكويت وما ان دخلت من بوابتها حتى ترامى إلى مسمعي هدير بشري يردد:
لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي
لأجلك يا بهية المساكن
يا زهرة المدائن
يا قدس يا قدس يا قدس
وما أن دخلت إلى ملعب الثانوية حتى رأيت المغفور له الشيخ عبد الله الجابر الصباح راعي الحفل يحيي طفلة تنشد للقدس ويبكي الجمهور الذي يملأ المدرجات، وهي بصوتها الطفولي ترتقي بالأرواح مع الروح صاعدا من بوابة السماء إلى السماء السابعة يحمل على جناحيه رسولنا الكريم للقاء مع رب السموات ورسوله الأمين إلى العالمين.
بكيت.. حتى انتهت الدموع 
صليت.. حتى ذابت الشموع 
ركعت.. حتى ملني الركوع 
سألت عن محمد، فيك وعن يسوع 
يا قدس، يا مدينة تفوح أنبياء 
يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء 
يا قدس، يا منارة الشرائع 
يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع 
حزينةٌ عيناك، يا مدينة البتول 
يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول 
حزينةٌ حجارة الشوارع 
حزينةٌ مآذن الجوامع 
يا قدس، يا جميلةً تلتف بالسواد
واليوم تحوم حولها الغربان من صهاينة وعربان.. فمن يغني للقدس في هذا الزمان.. زمن الخنوع من أجل كراسي ومناصب.
نبضة أخيرة
لن تتوقف رحلتي حتى نعود سويا من القدس إلى القدس.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
09/01/2018
21040