+ A
A -

الألم الذي سببه الحصار لكل إنسان خليجي شريف، الحزن الذي رسمته دول الحصار على وجوه من تضرروا، من الذين حرموا من جامعاتهم، ومدارسهم، من الذين أجبروا على ترك وظائفهم، ومن الذين طلب منهم المغادرة من زوار ومعتمرين، ومن الذين حرموا من وصل رحمهم من خليجيين وعرب، كل هذا الألم والحزن والغضب، والعتب ذاب على مدخل ستاد المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي رفع فوقه شعار «خليجي للأبد»، وكان المنظم يريد أن يقول لكل من حاصروا قطر «نحن الخليج وقفنا في زمن الشدة مع بعضنا» قطر تمد يدها إلى دبي وعجمان وأبو ظبي والكويت تمد يدها إلى الشارقة ورأس الخيمة وأم القيوين، وأبو ظبي تمد جسورها مع الدوحة، والرياض تقود التحالف لتحرير الكويت، نعم نريده خليجي إلى الأبد.
اختتم العرس الخليجي أمس، ونقلنا إلى الود والحب والصفاء الذي ساد الخليج من خليجي الأول إلى الثاني والعشرين، وجاء الثالث والعشرون، في ظروف استثنائية، استطاعت الحكمة الكويتية ان تعبر بها إلى شاطئ السلام.
شجعت وصفقت لفريق قطر، وشجعت الكويت وشجعت عمان والسعودية واليمن والعراق والإمارات والبحرين، وكان قلبي دائما مع من يلعب جيدا كما كان الحال في كل بطولات الخليج، فنحن ننظر إلى هذا التكتل أنه نواة وحدة أمة عربية، وكنا نتمنى ان يتسع ليضم الأردن واليمن والعراق وسوريا ولبنان كدول آسيوية ويكون اسمه مجلس التعاون الخليجي العربي ثم ليضم مصر والسودان ودول شمال إفريقيا والصومال، وأن يتم اختيار مجلس حكم منتخب ليدير الاتحاد وأقاليمه ودوله.
خليجي للأبد، هو عز لعربي للأبد، هو حصن من الهجمة الشرسة على أولى القبلتين وثالث الحرمين، فقوة الخليج قوة لفلسطين ولبنان وسوريا، قوة لمصر وتونس وليبيا والمغرب والجزائر.
والوفود تودع الكويت وتحمل معها هذا الشعار، نأمل أن يتم نقله ليوضع على مدخل مقر مجلس التعاون في الرياض، وعلى هيئات المجلس المقامة في البحرين والإمارات وعمان وقطر، فالكل يريد أن يستمر هذا الخليج بكل فعالياته السياسية والرياضية والعسكرية.
وآمل أن يعقد مؤتمر المصالحة في الكويت في استاد جابر الأحمد وتدعى له جماهير الدول الخليجية الأربع لنغني جميعا من جديد خليجنا واحد وخليجي للأبد.
نبضة أخيرة
اغضب كي تفرح، فكل غضب يعقبه عتب وبعد العتب فرح.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
06/01/2018
18907