+ A
A -
بعد أن سدت السبل أمام الفلسطينيين بعد النكبة عام 1948، ليعودوا إلى وطنهم، فتحت لهم أبواب الغرب والشرق ليهاجروا ويبنوا حياتهم في مواطنهم الجديدة، من اميركا اللَلاتينية، إلى بكين الشيوعية ومن فنلندا الانسانية إلى استراليا التنوع، ومن الخليج العربي إلى المغرب الأفريقي، فأقاموا مجتمعاتهم، ونظموا امورهم بما توافر لهم من رغد العيش، وما حصلوا عليه من زوجة وإقامة، وعمل شريف، واطمأنت إسرائيل ان الشعب الذي طردته من وطنه بات بعيدا في المنافي، فبدأت في بناء مؤسساتها ومستوطناتها، واستقدمت يهود الشتات بعد ان أغرتهم بالسمن والعسل في وطن ادعت انه هو ارض الآباء والأجداد بعد ان سرقت تراثه وتاريخه وأرضه وحجارته وشردت إنسانه، إلى ان جاء صوت مدو على القرب من الكنيست في القدس، جاء رجل اسمه احمد الشقيري، مهاجر فلسطيني، عينته السعودية مندوبا لها في الامم المتحدة، ولكن حين وجد ان الرياض على خلاف مع الحاكم العسكري في القاهرة، وكان يدعو إلى تحرير فلسطين شبرا شبرا، ترك منصبه في الامم وعاد ليؤسس منظمة التحرير الفلسطينية، لتضم تحت مظلتها كل من أعلن المقاومة، وذهبنا إلى القدس أطفالا لنستمع له فآمنا به وأمن به الشعب الفلسطيني، وبدأت المؤامرة إسرائيلية أميركية عربية لإنهاء المنظمة ومن وراء المنظمة، ووقف المقاومة التي أطلقت فتح رصاصتها الأولى عام 1965.
وتدخلت دول عميلة لإقناع اميركا للقيام بحرب خاطفة عبر إسرائيل يتم خلالها انهاء منظمة التحرير واحتلال أراض عربية تنهي أنظمة عربية تمردت على المستعمر، فكانت كارثة 1967.. فاستقال الشقيري حزينا، لكن كانت تلك النكسة بداية لمقاومة فلسطينية شرسة وصلت العمق وأوجعت الكيان الإسرائيلي المصطنع، فكانت فتح، والجبهة الشعبية، بداية، ثم انتقلت من الأغوار إلى لبنان إلى ان أخرجها العرب من بيروت عام 1982.
بعد قرار ترامب بجعل القدس عاصمة لإسرائيل تعيش الحالة العربية ذات الحالة التي تبعت عام 1967.. والدعوة للعودة إلى المقاومة وهناك دعوات لتشكيل منظمات جديدة، بعيدا عن فتح وأخواتها، وحماس وشقيقاتها، فهاتان المنظمتان أثبتا فشلهما في تحقيق مصالحة تراعي حقوق الشعب الفلسطيني.
الدعوة لمنظمة تحرير فلسطينية، تقاتل على كل الجبهات سياسيا وعسكريا وتكون البداية لمرحلة جديدة لا تقبل المساومة ولا التفاوض، الا بفلسطين من البحر إلى النهر، وكل فلسطيني شريف يثبت ان جده الخامس دفن في فلسطين هو من يقبل عضوا فيها.
وبالتأكيد فإن قيادات إسلامية وعربية تؤيد ان تعود المقاومة من الاغوار والجولان وجنوب لبنان وشمال سيناء وغزة والضفة الغربية وفي وقت واحد، ولتقدم 4 ملايين شهيد فالأقصى يستحق وفلسطين تستحق، والجزائر أمامنا قدوة في الاستشهاد والتحرير.
نبضة أخيرة
في البدء، كانت المقاومة، وفي الوسط كانت المقاومة وفي الخاتمة ليس هناك إلا المقاومة.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
04/01/2018
16869