+ A
A -
وأقـبل عام آخر، عام خـيـر ومحـبة وسلام وبركة نتمناه أن يكـون إن شاء الله تعالى للعـرب والمسلمين، وهـو لا شك فـرصة للصفاء ومناسبة لتوثيق الإخوة العـربية والإسلامية ونسيان ما يحمله الـماضي من شقاق أو خلاف ودعـوة للاجتماع عـلى التواد والوفاق ونبذ ما يخل بالكيان العـربي، والتعاهـد عـلى التعاون، وتجديد المجتمعات بالتأكيد عـلى أهمية تضامنها وتماسكها بالعـروة الوثقى والمحافظة عـلى قـيمها ومثلها العـليا وتعميق التفاهم وتوحيد الأهـداف، وأيضا تطهير النفوس من الأدران ونزع الأحقاد من الصدور وهذا يعـني التزام الإنسان أياً كان بالمبادئ في علاقاته وأخلاقه وتصرفاته ولا يكيد أو يتآمر عـلى الغـريب أو القريب أو الجار أو الضعـفاء من الناس الذين لا حول لهم ولا قوة، بل عـليه وبقدر استطاعـته أن يعـين أخاه ويدعـو للخير ويثبت عـلى الحق ولا يداهـن أو يتلون.
عام ميلادي جـديد.. نريده قـولا يعُـمل به، ولـفظا معـناه سام، وحبا لا تعـلق به الشوائب، نريدها تطبيقا وعـملا، نقولها ونلفظها بصدق ونفس طيبة مشعة بنور الهدى لا بنفس مظلمة تبطن ما لا تظهـر.
نريدها بسمة نقاء لا تخفي الخبث، صافـية لا يعـتريها التضلـيل، خالـصة تستهـدف التفاعـل مع الحياة من منطلقات مهتدية بالإسلام حتى تتوافـر عـوامل النهوض المحفوظ من الاختلال، فلنقل ونطبق مستلهمين ما يأمر به ديننا الإسلامي الحنيف.
** وتتعاقـب السنون وتـتسارع الأيام، ونحن في مساحة الحياة كالمسافـرين في قطار وفي كل لحظة وأخـرى ننزل لـنعـرف كم بقي من الطريق، وكم من المسافة قطعـنا.
وبين الماضي والمستقبل نتجول بأفكارنا فـنعـود تارة إلى الماضي لكي نتوقف عـنده برهة من الزمن ونستفيد من تجاربنا ونأخذ منها الدروس والعـبر لتكون زادا لمستقبلنا، وتارة ننطلق إلى المستقبل لـنعـقـد العـزم والنية ونقطع عـلى أنفسنا عهدا بأن نمضي في الطريق الصحيح والسليم مهما كان وعـرا، لتحقيق أفضل السبل للنهوض بواقع أنفسنا والـدخول في غـمار طور جـديـد من أطوار حياتنا لأن الـزمن كفـيل بأن يعـلم الإنسان كيف يتعامل مع الحياة وكيف يتفهم الأشياء عـلى حقيقتها، وكلما اجتزنا مـرحلة ازددنا عـلما وفهما وتجـربة ونضجا للحياة.
ومع قـدوم «2018» نطوي صفحة لنفتح صفحة جديدة ملؤها الحب والأمل والعمل والعـطاء والتفاؤل بعام أكثر إشراقا وبهجة وفـرحا وسعادة، عام نأمل أن يتحقق لوطننا قـطر المزيد من الازدهار والتقدم والرقي في شتى المجالات، وأن تدوم الألفة والمحبة بين قلوب جميع أبناء هذا الوطن العـزيز، وأن يعم السلام جميع أقطار العالمين العـربي والإسلامي وكافة دول العالم، وأن يغمر الحب قلوب جميع الناس في شتى بقاع الأرض.
وليحفظ الله قطر أميرها وشعـبها من كل سوء ومكروه في كل أيام العام.
بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
03/01/2018
2919