+ A
A -
اليمن على أبواب أسوأ مجاعة في العالم.
هذا التحذير المخيف أطلقته منظمة الصحة العالمية، واليونسيف، وهما تتحدثان بوضوح تام،
عن جملة من الأمراض التي تعصف الآن، بقطاعات واسعة، من ذلك الشعب الذي يبيت ويصحو، تحت النيران.
ابحث عن الحرب.
... وحيثما كانت الحرب، كان القتل بالجملة، والفرار بالجملة.. وكان إهدار الموارد، وكانت الأمراض الفتاكة، وكان النقص المريع في المأكل والمشرب، وكانت المجاعة.
ما يزيد عن الألف يوم، ولا تزال الحرب تتسعر، يوما بعد يوم، في ذلك البلد، الذي كان سعيدا ذات تاريخ، وكان سعيدا إلى حد ما، قبيل هذه النيران المدلهمة.
أوليس من ما هو مخز، ألا يكون في هذا العالم، من إطفائي يملك الرؤية والإرادة، لكبح هذه النيران؟
الحرب- أي حرب- من العبث ان يترك هذا العالم، مهمة إطفاء نيرانها، للذين أشعلوا في الأساس ذلك الحريق.
هذا ما يقول به تاريخ الحروب، منذ أول نيران حرب في هذه الدنيا.
نترك الحرب، ولا تتركنا، إلى التحذير المخيف: أوليس من العار لهذا العالم، ان يجد شعب بأكمله، نفسه، أمام أسوأ مجاعة في التاريخ؟
لا. ليس كافيا ان تدق منظمتان أمميتان جرس الإنذار المبكر. الدق على هذا الجرس- وحده- لا يسد رمقا لجائع، ولا يأمنه من تيبس المصارين. ماهو مطلوب ان تتداعى «الأمم» بملايين الأطنان من الغذاء، ومطلوب منها- قبل ذلك- ان تفتح الممرات الآمنة- بالقوة- لتمر هذه الاطنان، إلى كل الذين تتهددهم المجاعة في المدن والقرى، وفي أعالى الجبال وأسافلها.
الصور التي تبثها الوكالات عن الكارثة الصحية في اليمن، فظيعة، ولا تقل فظاعة عنها آلاف الصور، عن اليمنيين- من رجال ونساء وأطفال- الذين أوشكت بطونهم ان تلتصق بظهورهم.
مال هذا العالم، المتخم بالطعام حتى الزبالات، لا تحركه هذه الصور الفظيعة؟
أظن أنني وصلت إلى ان أقول ان هذا العالم، أصبح غير مبال كليا، بما يتهدد أي شعب من كوارث.
لئن كان موت ضمير الفرد، كارثة، فإن موت ضمير العالم، لهو بالتأكيد أم الكوارث.
أظن أنني قلتُ إننا، في هذا الوقت من وقت العالم، نعيش حقا، أم الكوارث.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
02/01/2018
2709