+ A
A -
يحكى أنه في أثناء محاولة الجيش الإسلامي الدخول إلى أرض فارس، طلب قائد جيش الفرس أن يتفاوض مع قائد المسلمين لحقن دماء الجيشين، وبعد أن عرض الفارسي مقالته على القائد المسلم، قال القائد: «أمهلني حتى أستشير القوم»، فدهش الفارسي وقال: «ألست أمير الجند؟»، قال: بلى، قال الفارسي: إننا لا نؤمّر علينا من يشاور، فقال له القائد المسلم: ولهذا فنحن نهزمكم دائماً، أما نحن فلا نؤمّر علينا من لا يشاور»!!!
والراصد اليوم في حال الدول المتقدمة يرى أن سبب تفوقها وتقدمها وسيطرتها وبسط نفوذها على «الأولي والتالي» من الدول هو مناخ الحرية الذي يتنفسه عندهم كل فرد ومواطن، أما في بعض دول المنطقة الخليجية ودول العالم الثالث فإن الأفراد يعانون من الاضطهاد السياسي، وكبت الحريات، وحياة التهميش وعدم الاعتراف أو منحهم حق إبداء الرأي في شؤون العمل أو الدولة! والسجون والمعتقلات!!!! لذا كان التخلف على كل الصعد! و«اللوية» و«السمردحة» والضعف والتردي سمة بارزة في مؤسسات ومراكز العمل في المنطقة! إن اختفاء الدعاة في المعتقلات! والمشايخ في ظروف بالغة القسوة! والتهديدات المتكررة للصالحين المصلحين في بعض دول المنطقة! أليست أوامر عشوائية مزاجية ذات مغزى لا يفوت على أصحاب العقول! إجرام يمارس في واقعنا ضد المصلحين والدعاة وأهل الفكر والغيورين على مصلحة الأمة تجاوز كل التقديرات في انتهاك حقوق الإنسان والآدمي! إن منع القطريين من زيارة ذويهم في دول الحصار! تعسف وظلم بين! إن ما يمارس من ضغوطات ومساومات وإغلاق للحدود نسميها سياسات بلهاء تضر بالخليج ومصالحه وأمنه! أخطاء كبيرة على الأرض تأخذ صوراً وأشكالاً عدة بحاجة إلى مراجعة وتقويم! تعالت الأصوات وتعددت الكتابات!
و المسؤول عن هذه الأزمات عابث بالأمانة وبالأمة. لو كانت هناك برلمانات حية ومجالس شورى حقيقية وتطبيق للآيات «وأمرهم شورى بينهم»، «وشاورهم في الأمر» لما انتهينا إلى حصار دولة قطر، وهذه الأخطاء في حق الإخوة الأشقاء! إن المسؤول الذي تصدر منه هذه الحماقات والسياسات والأفعال لا نرى فيه إلا شخصاً يقدم ذاته على غيره ومصلحته على مصلحة بلده! وأهم شيء عنده الكرسي والعرش والسلطة والإمارة فقط! ولو احترقت المنطقة بمن فيها! وحسبنا الله ونعم الوكيل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
29/12/2017
1956