+ A
A -
دعوة رؤساء المجالس النيابية الخليجية، إلى لقاء في الكويت، تأتي في الإطار الصحيح، فالأزمة نخرت في جسد الشعوب الخليجية، ومن يتابع وسائل التواصل، يشهد حجم الشرخ الذي أصاب هذا الجسد الذي لم يتوقع احد في العالم أن يصل إلى هذه الحالة، حتى بات السعودي الذي كان يقضي نهاية الأسبوع في الدوحة، والقطري يقضي إجازته في دبي والبحريني يصل رحمه في أبو ظبي، وهكذا، كادوا أن ينسوا انهم خليجيون، وكان طيران الخليجي كما باص يتنقل من محطة إلى محطة ولازال في البال رحلة كتبتها عبر طيران الخليج نقلني فيها من مسقط إلى رأس الخيمة ثم ترانزيت في الشارقة إلى المنامة فالكويت فدبي فالدوحة، ما أجملها من رحلة في سماء خليج تقطع بسبب حصار لا مبرر له سوى حسد وغيرة من أخ أرادوا تدمير اقتصاده حتى لا يستطيع إقامة مونديال 2022،
لقاء لا نظن أنه سوف يصل إلى نتائج ملموسة تعيد المياه إلى مجاريها، مع هذا العنت من قيادة دول الحصار الثلاث بتحريض خارجي، ولكن نتمنى أن يستطيع الاجتماع كسر الحاجز بين الشعوب الأربعة وان يعيد شيئا من المكتسبات التي حققها المجلس لشعوبه بدءا من السفر بالهوية، وبلا تأشيرة، والاستثمار، والتعليم والتوظيف،
لقد انعكست آثار الحصار الرباعي لدولة قطر على فلسطين وأعطت إسرائيل دافعا لتتمرد على أوسلو وعلى كامب ديفيد، ووضع السلطة الفلسطينية في الزاوية الصعبة، مع دعم أميركي لا محدود، لتوقيع صفقة القرن بإنهاء القضية الفلسطينية التي دخلت المخاض العسير فيما الأمة العربية في سبات عميق،
والكل ينتظر اللحظة الأخيرة التي تخمد فيها الانتفاضة ليحتفلوا بإقامة سفارتهم في القدس، ولا عزاء لمن شردوا..
اجتماع نحتاجه، لمجالس النواب والشورى الخليجيين الست، وعلى يقين أن مرزوق الغانم الذي وقف بقوة في وجه الصهيوني وطرده شر طردة من برلمان عالمي، وهو قادر أن يبين للمحاصرين حجم المأساة التي سببها الحصار وما سوف يسببه للأمة العربية والقضية الفلسطينية خاصة.
نبضة أخيرة
اشتاق إلى ضحكة عينيك تضيء ليل الأمة الطويل

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
29/12/2017
2559