+ A
A -
أي نشاط زراعي يرفد السوق المحلية بالخضراوات والمواد الغذائية هو نشاط عظيم يجب علينا كمواطنين أن نتفاعل معه إيجابا بتفضيله على ما سواه من المنتوجات المستوردة، فالسباق القائم بين الدول هذه الأيام يتركز في مجال الإنتاج والتصنيع أكثر منه في مجال التجارة.
أقول هذا الكلام بمناسبة تنظيم مهرجان «محاصيل» الذي انطلق في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، وتشارك فيه وزارة البلدية ممثلة في إدارتي الشؤون الزراعية والثروة الحيوانية، ويتنافس فيه عدد كبير من المزارع المحلية بعرض أفضل ما لديها من إنتاج زراعي، والجهات المنظمة أحسنت صنعا بالإبقاء عليه يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع حتى نهاية شهر مارس القادم 2018.
مما لا شك فيه ولا يخفى على أحد أن المشكلات التي تواجه إنتاج الغذاء في الوقت الراهن هي مشكلات كونية بسبب الكثير من بؤر عدم الاستقرار والحروب حول العالم، أما نحن في قطر فننعم بالاستقرار ولله الحمد والقوة الشرائية لدينا قوية، والحكومة لا تدخر جهدا في دعم من يمارس نشاطا إنتاجيا، وطالما الوضع هكذا وجب التخطيط ووضع استراتيجيات بمقتضاها نحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء بكل أنواعه، ومما يثلج الصدر ويطمئن أننا على الطريق الصحيح أن ما يعرضه مهرجان محاصيل وما عرضه من قبل مهرجان «أغريتك» هو غذاء متنوع ما بين إنتاج زراعي وحيواني وأسماك وصولا إلى عسل النحل، وما أعرفه إن دولة قطر تتبنى بالفعل خطة زراعية استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعي والخضراوات بحلول عام 2030 وذلك من الاعتماد على المنتجات المستوردة..
من أهم إيجابيات أن تنتج دولة ما غذاءها أنها تعزز استقلالها وسيادتها وعدم الخضوع للضغوط والشروط التي تفرض دائما من قبل المنتجين والمصدرين الأجانب، لأن أي طرف يعتمد في إنتاج طعامه على الغير سيظل مرهونا لإرادة ذلك الغير، والدولة التي لم تنتج طعامها بنفسها ستظل تابعة في قراراتها للدول التي تصدر لها هذا الطعام.
لا أريد أن أستطرد طويلا لكن يكفيني القول إن الزراعة من المهن التي حث عليها ديننا الإسلامي أكثر من حثه على أية مهنة أخرى، ولنتمعن في ذلك قول رسولنا الكريم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل». فالحديث يرشد إلى الاستمرار في فعل الخير، وأفضل أعمل الخير الزراعة التي على المسلم أن يمارسها حتى لو قبل القيامة بلحظات، والله ولي التوفيق.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
24/12/2017
2781