+ A
A -
يعتبر جوته أشهر أدباء ألمانيا، بل إنه يمثل الرمز للثقافة الألمانية ولذك تم إطلاق اسمه على أشهر معهد لنشر الثقافة الألمانية في العديد من دول العالم وهو «معهد جوته» وعبقرية جوته تتمثل في إنتاجه الضخم في عدة مجالات، في الشعر، والرواية الأدبية، والفلسفة والكتابة المسرحية، وهو من أكثر المفكرين الغربيين الذين تعمقوا في دراسة القرآن والسيرة النبوية والثقافة الإسلامية.
ولد في عام 1749 وتوفي في عام 1832 عن 82 عاما ولا تزال أعماله من أبرز علامات الأدب العالمي ومنها رواية «فاوست» و«آلام فرتر» وقد أثر في أدباء ومفكرين الغرب بتعمقه في دراسة الإسلام وبخاصة في «ديوان الشرق والغرب» وامتد أثره إلى أوروبا الشرقية وبخاصة أشهر الشعراء الروس «الكسندر بوشكين» المتوفى سنة 1837 والشاعر البولندي الكبير «آدم ميليفكس» المتوفى سنة 1855، وكلاهما اصطبغت أشعارهما بمحبة الإسلام والتعاطف مع العالم الإسلامي، وامتد أثر جوته إلى آسيا فتأثر به الشاعر والفيلسوف المسلم الشهير «محمد إقبال» المتوفى سنة 1938 الذي ألف ديوان شعر يعتبره النقاد تحفة نادرة خالدة في تمجيد روح الإسلام وعقيدته بعنوان «سفارة الشرق» ويعتبر من اصداء ديوان جوته «ديوان الغرب والشرق».
وحين يتحدث جوته عن «الشرق» فإنه يقصد العالم العربي والإسلامي، وحين يتحدث عن «الغرب» يقصد أوروبا، وكانت عقيدته التي يكرر التعبير عنها «إن الشرق والغرب لن يفترقا أبدا» ويقصد بذلك أن الإيمان بالله هو الرباط الروحي الذي يجمع المؤمنين به في الجانبين، ولذلك كان يدعو العالم الغربي إلى الانفتاح على الفكر العربي والإسلامي وما فيه من ثراء وأصالة، كما كان يتحدث كثيرا عن فضل الحضارة الإسلامية على النهضة في الغرب. وكتب كثيرا مطالبا بإعطاء العرب حقهم الذي يستحقونه في الثقافة والعلوم. ويكرر «حينما عاش العرب المسلمون في أوروبا وأقاموا في الأندلس مئات السنين تركوا وراءهم فنونهم في الشعر والأدب والحكمة وتركوا آثارهم العلمية، ونجد في كتابات جوته تأثرا كبيرا بالأدب العربي وبخاصة «ألف ليلة وليلة» مثل غيره من أدباء ومفكري الغرب، بل إن شخصية «شهر زاد» كانت مصدر الهام جوته واقتبس فقرات كاملة من أحاديث شهر زاد كما جاءت في «ألف ليلة وليلة» وذكر أنه يعتبر «ألف ليلة وليلة» كتابا للحياة يقرؤه على امتداد العمر مثل كتب «شكسبير» وغيرها من كتب الأدب العالمي الخالدة. بل إنه كتب عن الفترة التي ازدهرت فيها الحضارة الإسلامية «في ذلك الوقت كانت الكائنات متوهجة لذلك نصير في اشتياق إلى عودة ذلك الزمن.
(يتبع)
بقلم : رجب البنا
copy short url   نسخ
23/12/2017
3471