+ A
A -
أسرع طريق للشهرة هو مهاجمة الأديان، وهذا ما فعله القس «تيري جونز» الذي تبنى شعار «ليس العدو هو الإرهاب، العدو هو الإسلام» قام بإحراق القرآن في فلوريدا عدة مرات، وأصبح بهذا الفعل المشين حديث الساعة، استقبلته محطة السي ان ان الإخبارية، وكان واضحا أن المذيع يسخر منه حين سأله هذا السؤال «ماذا ستشعر إذا قال لك مسلم انت مرحب بك في بلدنا ولكننا سنحرق كتابك المقدس؟ رد دون تفكير«لن يعجبني ذلك، ولكن هذا هو الحال في أميركا وحان الوقت لنقف ونقول بما نؤمن به، نحن نؤمن بأن الإسلام دين عنف ومن الشيطان وسيدخل
البلايين إلى جهنم، ولا أفهم لماذا يدافع الناس عن الإسلام، انظروا للدول الإسلامية المهيمنة وستجد أنها دُول مضطهدة ظالمة، لماذا ندافع عن الاضطهاد والقمع» وأنهى المذيع اللقاء بهذه الكلمات:«أنت بحكم عملك كرجل دين يجب أن تحث على السلام ولكنك تحرض على الكراهية والعنف بناء على معتقدات من وجهة نظرك فقط وليست حقيقية!! وفي مناظرة أخرى أجرتها قناة فوكس وجمعته مع عالم مسلم، وآخر مسيحي قارعاه بالمنطق والحجة، ذكره العالم المسلم: أن القران يذكر عيسى عليه السلام ويُعظمه، وانت تعمل وتدعو لنشر دين عيسى، كيف تفعل ذلك وانت تهين عيسى بإهانتك للقرآن» واتهمه الضيف المسيحي بأنه قاتل ويده ملطخة بالدماء فالدين المسيحي لا يدعو للقتل ولا يحرض على تحقير الديانات، لكنه تجاهل كلامهما وعاد يردد كلمات محفوظة لا طعم لها، ثم سأله مقدم البرنامج: هل قرأت القرآن؟ رد قائلا إنه اطلع على بعض الفقرات، لكن هناك من قرأه وقال إنه يدعو للتطرف «وبناء على وجهات نظر الآخرين أصبح لديه وجهة نظر، هل هناك سخف أكثر من هذا؟ وبكل وقاحة برر ما قام به وما سيقوم به مستقبلا «ثم انه مجرد كتاب، ليس إنساناً من لحم ودم، ليس حيا ولا يتنفس. «ولم ينبهه الحاضرون إلى أن هذا الكلام ينطبق على الإنجيل والتوراة...! ثم عاد يبرر فعلته بأنه عاش في أوروبا لمدة ثلاثين عاما وشهد وشاهد الإسلام المتطرف، وأن مهمته نشر الوعي والسلام على الرغم من انه لص سرق المخصصات المالية للكنيسة التي كان يعمل بها في المانيا، وحول ستة منازل تابعة لها إلى ممتلكات شخصية، كما تم تغريمه هناك قبل أن يهرب بثلاثة آلاف يورو لإضافة لقب دكتور إلى اسمه كذبا، وفي أميركا دخل في عدة مشاكل مع إدارة الضرائب بسبب جمعه التبرعات المعفاة من الضرائب وتكوين شركة تجارية خاصة، واعتبر الأديب البروفي «ماريو يوسا» أن ما فعله هذا القس ليس إلا حماقة لا تستحق إلا الصمت أو التجاهل، أو على أقل تقدير كتابة سطرين عنه في صحافة النكات والغرائب، لكن احتفاء وسائل الأعلام به وتصدره للنشرات الإخبارية والصحف جعله سعيدا، مثله مثل نظيره «سليمان رشدي» الذي كان مجهولا ومغمورا ككاتب قبل أن يهدر الخميني دمه ويصبح بطلا في نظر العالم الغربي بسبب هذه الفتوى، ومثله أيضا قام بتأليف كتاب يحمل نفس الاسم تقريبا، فبدلا من آيات شيطانية أطلق عليه الإسلام هو الشيطان، لقد دخل «جونز» بتفاهاته عالم الشهرة، لكنها شهرة مؤقتة، شهرة لا تضعه في مصاف الخالدين، وإنما التافهين فمثله مثل من سبقه أصبح في محيط النسيان.

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
18/12/2017
3941