+ A
A -
البداية:
«ويكتب الله من بعض النهايات.. بدايات أجمل»
متن:
تختلف أشكالها ومشاعرنا تجاهها والنتيجة واحدة
كل نهاية للأشياء التي نقوم بها ترتبط بشعور بالحزن وهذا إنصاف للحياة
لأننا يجب أن نحياها بكل الفصول،
ومع ذلك.. فتلك النهايات لا أُريدها،
لا أُحبها
ولا أتمنى حدوثها لكنها تقع
ومع الوقت عرفت أن قيمة النهايات هو في ما يليها
فوفرت جهودي في إنعاش الأشياء التي تحتضر.. فتعجيل موتها أفضل إن كان كُتب عليها ذلك.
تلك النهايات التي لا تُحب:
ستجعلك تُعيد النظر بتفاصيل كثيرة تغفلها
عندما تعطي كثيرًا وتصاب بالخذلان
وعندما تمنح الثقة لمن لا يستحقها
وعندما تكون ضحية طيبتك وبساطتك..
تُقْبِل على من حولك بكل ما فيك
ولا يبقَى منك شيء لنفسك
تتحدث بعفوية متناسيًا أن للآخرين سوء ظنونهم
تتعامل بمحبة متجاهلًا استغلالية البعض وجحودهم
ومع أول اختبار
يسقط الكثير ولا يبقَ إلّا أنت.. والنادرون الذين يستحقون لقب الصديق.. وغالبًا هم أشبه بأولئك الذين نراهم بصفحات القصص والحكايا.
وتلك النهايات التي لا تُحب:
تُعجّل بموت علاقات تحتضر
تُكابر من أجل الاعتراف بنهايتها
وعندما تفعل.. تسعى دائمًا للتبرير
يُحزنك ذلك..
لكنك لا تعلم أنها بدايات لأشياء جميلة ستحدث
ليس قراءة بعلم الغيب ولا تحليل لعلوم الأبراج،
هي سنة الحياة وقانونها
فكل راحل ينتهي بقرار أو انشغال أو قدر
يعوضه قادم يشغل مكانه
الوقت والزمن كفيل بصنع ذلك..
هذا ما عليك أن تُؤمن به.
وتلك النهايات التي لا تُحب:
هي نقطة آخر السطر في ذيل الصفحة
تجربة خضتها وعشت تفاصيلها..
اجتهدت بها لكن هذا يحدث:
تبذل كل شيء.. تُعطي كل شيء.. تفعل كل شيء
وتفشل..
بالدراسة والتخصص والعلاقات والعمل وأيًا كان حقل تجربتك
لا تبكِ على تواضع حصادك
فالحقول التي لا تحتضن بذرك.. غيّرها
ليس بالضرورة أن يكون الخلل فيك
ولا الخطأ منهم
لكن بعض الأشياء لا تقبل التفاعل لعدم انسجام تركيبتها
ولا تعد قراءة تجربتك والتنظير بها وجلد ذاتك
فصفحتك امتلأت.. اقلبها وابدأ من جديد.. هذا أفضل
فاصلة،
ليس دائمًا النهايات محزنة
فاليرقة باهتة اللون نهايتها فراشة يانعة
والغيوم الملبدة بالسواد نهايتها أمطار وعافية
وحتى أنت.. نهاية الأشياء المبعثرة في حياتك هي بداية أشياء أخرى أجمل.. وهذا كل شيء.
إضاءة:
وعند بعض النهايات.. ستُدرك أنهم أجمل من بعيد
آخر السطر:
وبعضهم يا فهيد من غثاه ودك انه انتهى من زمان
بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
18/12/2017
4738