+ A
A -
نخص طلابنا وطالباتنا وبراعمنا الصغيرة والمشرفين والمشرفات والمنسقين والمنسقات والقائمين على إدارات المدارس والقائمات وصنّاع التعليم ومنظمي فعاليات درب الساعي المجتهدين المثابرين بالتحية وبكل معاني المحبة والاعتزاز والتقدير لجهدهم ووعيهم واجتهادهم من أجل وطنهم في يوم فرحته، إنهم مثال للمواطنين الصالحين البارين بوطنهم وقيادتهم وتعليمهم، إنهم على قدر كبير من الطموح والإبداع، لقد قدم طلابنا وطالباتنا إبداعاتهم على خشبات المسرح سواء في مسارح المدارس أو مسرح الواحة «بقطر مول» أو المسرح المفتوح أو مسرح ساحة المدارس «بدرب الساعي» من خلال قصصهم وتمثيلياتهم وعروضهم المسرحية شاركوا بلوحات اليوم الوطني 2017، وعرضوا أفكارهم أو موضوعاتهم من خلال حواراتهم وأدائهم المسرحي الفني الذي يروي أحداثاً وأفعالاً، صفق لها الجمهور إعجاباً.
تعد المشاركات بالعروض المدرسية المسرحية في الاحتفالات باليوم الوطني واحدة من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية البراعم الصغيرة تنمية عقلية وفكرية واجتماعية ونفسية وعلمية ولغوية، وتضم منظومة من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية، ولعل من أهم سمات مسرح احتفالات اليوم الوطني بدرب الساعي، أو في مسرح قطر مول، أو في مسرح المدارس هو سهولة الحبكة ومناسبتها لعمر الطلاب بمراحلهم التعليمية، ووضوح الفعالية وأدوارها وسماتها الأخلاقية، وسهولة الأداء، وبساطة الكلمات، ومراعاة البنية الاجتماعية، وأن تكون متضمنة قيما أخلاقية واضحة.
لقد استفاد المشاركون في فعاليات المسرح؛ من خلال التعبير عن طموحاتهم وآمالهم، وثقتهم بأنفسهم واكتشاف قدراتهم وتنميتها، ولا غرابة في ذلك؛ فالمسرح هو فن يشرك جميع الحواس بعملية التلقي، وينمّي ويصقل الجانب الجمالي في ذائقة الفرد والجماعة، إذ يمارس الطلاب من خلال الأداء المسرحي العديد من الأنشطة في مجالات العمل المسرحي، وفي المجال العملي تقدم من خلالها مجموعة من الموضوعات العملية في التلاحم والتعاضد وحب الوطن والانتماء إليه، وبث روح التعاون والعمل بروح الفريق، وتدريب الطلاب على الإبداع والانطلاق نحو الخيال العلمي. يقول السيد أحمد البدر أحد أركان المسرح المدرسي والمتميزين فيه وأحد أساتذة الدراما المحترفين بوزارة التعليم والتعليم العالي إن المسرح المدرسي يخدم الطفولة بوجه عام، لأن هدفه إمتاع الطالب والترفيه عنه وإثارة معارفه ووجدانه وحسه الحركي؛ لذلك أوجدت وزارة التعليم والتعليم العالي شراكة مثمرة مع مركز شؤون المسرح، هذه الشراكة ولدت تجربة «عيالنا على المسرح»، ومن نتائج هذه الشراكة تشجيع الإبداع في مدارسنا ونشر ثقافة المسرح، وأشار المخرج البدر إلى أن مشاركات هذا العام سبعة أعمال بعد عمل تصفيات للمدارس الابتدائية الحكومية والخاصة، قُدِّمت من خلالها مختلف النصوص والفنون وصور الإبداع مع اختلاف مستواها الجمالي والتقني، وأعطتنا هذه المدارس فرصة التنافس في هذه التجربة الفنية، مثمناً في الوقت نفسه دور المدارس المشاركة في العروض المسرحية، وجهود قسم الفنون والمسرح لتحقيق الأهداف السامية في خلق جيل مثقف وواع.
وهكذا وظفت مدارسنا وقسم الفنون والمسرح بوزارة التعليم أدواتهم ليطرحوا من خلال مسرحياتهم وعروضهم في درب الساعي أسئلة كثيرة مهموما بها المتابع والمتفرج، أسئلة تلفت الانتباه وتثير الفكر وتحرك الوجدان؛ ليصنع منها الطلاب وأولياء أمورهم حالة من النقاش والحوار الفاعل، الذي يمكن أن يؤدي لحراك، ويسهم بدور في حسم الحصار والمقاطعة اللذين استمرا لأيام وشهور عجاف حالكة قاسية هي أسوأ ما مرت به قطر في عصرها الحديث. وإذا كنا قد ذكرنا أن الأعمال المسرحية قد ساهمت بدور في نقد الأوضاع، ووضع المتلقين في حالة من الوعي والإدراك، فإنا نستطيع اعتبار هذه الأعمال المسرحية ممتازة.
لقد وظف القائمون على مسرح درب الساعي وغيره من مشرفين ومشرفات ومنسقين ومنسقات ونخص منهم الدكتورة القديرة أمينة إبراهيم الهيل، والأستاذة القديرة «شعلة نشاط» شيخة عبدالله ربيعة اللتان كانتا تشرفان على عروض المدارس وإبداعاتها على خشبة مسرح استراحة المدارس بدرب الساعي اللتان وظفتا كل جهودهما وخبرتهما بصورة حية وفعالة، مما يؤكد إيمانهما وقناعتهما التامة بدور المسرح بشكل عام، والمسرح المدرسي بشكل خاص، وفاعليته في التنمية الفكرية والثقافية، وإثارة الوعي والفكر.
إن المسرح المدرسي سيظل أبا الفنون، ومصدر الإلهام لكثير من الأشكال الفنية والفعاليات المتميزة؛ خاصة في جانبه الدرامي والتربوي والوطني، الذي هو أساس كل فن أصيل، ومصدر الحيوية في ساحات درب الساعي.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
17/12/2017
2386