+ A
A -
تقول الأسطورة:
يُحكى أن ملكًا كان يحكم دولة واسعة جدًا، وأنه أراد ذات يوم أن يقوم برحلة طويلة يجوب فيها أرجاء المملكة، فتورمتْ قدماه من وعورة الطرقات وأشواكها، فأصدر مرسومًا ملكيًا يقضي بتغطية كل شوارع المملكة بالجلد، ولكن أحد مستشاريه قال له: هذا مستحيل أيها الملك، ولكن ما رأيك أن نجعل لك قطعة جلد أسفل قدمك وهكذا تصبح كل الطرق كما تريد! فأُعجب الملك بالفكرة، وهكذا وُلدت الأحذية!
الجميع يريدون تغيير العالم، ولكن لا أحد يريد تغيير نفسه، مع أنه متى غيّر الإنسان نفسه فإن العالم سيتغير تلقائيًا.
إن هذا العالم حقيقته من العين التي يُنظر بها إليه، وكلنا نملك نفس العين ولا نملك نفس النظرة.
وبمثال علّه يُسهل هذا المفهوم الذي يبدو معقدًا: يفقد رجلان ابنيهما
يقولُ الأول: ألم يرَ الله غيري ليبتليه!
إن النظر إلى المصيبة من هذه الزاوية سوف يجعل الحياة جحيمًا لا تطاق!
الثاني يحزن لأنه إنسان، يلتاع لأنه أب، ولكنه يسلم ويرضى، ويتأدب مع الله إذا شاء أن يمضي قدره.
لا سخط الأول أعاد إليه ابنه، ولا رضى الثاني أعاد إليه ابنه، ولكن العالم في عين أحدهما مختلف تمامًا عن العالم في عين صاحبه.
في قرية صغيرة، سقوف بيوتها متصدعة، يهطل المطر، ينساب الماء من السقف إلى داخل المنزل، الأول يشتم المطر، والثاني يحاول أن يصلح سقفه،
وعندما تمطر في المرة المقبلة سوف يبقى الماء يتسلل إلى بيت الأول، ولن يفعل هذا في بيت الثاني.
الأول يريد تغيير العالم، أن تمسك السماء عن المطر لأن سقف بيته متصدع
والثاني يعرف أن المشكلة ليست في المطر، وإنما في سقف بيته لذلك أصلحه!
سوف تبقى الدنيا على هذا الحال ما بقينا عليها، المطر لن يكف عم الهطول، والأحبة لن يعيشوا إلى الأبد، الجامعات لن تصبح مجانية، والمستشفيات لن تدخلك ما لم تملك المال، العمل سيبقى شاقًا، والنجاح سيبقى صعبًا، المحال التجارية لا توزع بالمجان، والبيوت تقع فيها الخلافات!
من كان سقفه متهالكًا يريد من المطر ألا يخترقه، ومن كان له أبناء يريد لهم أن يعيشوا إلى الأبد، ومن كان يريد عملاً سهلاً، ونجاحًا يسيرًا، وأسواقًا تعطي دون مال، فهو على الكوكب الخطأ، عليه أن يغيّر نفسه، أو يبحث له عن كوكب آخر!
بقلم:أدهم الشرقاوي
copy short url   نسخ
14/12/2017
5106