+ A
A -
رغم أن ترامب قرر وصرح ووقع بأن القدس عاصمة لإسرائيل! إلا أن بعض العرب والمسلمين للأسف في قمة الخذلان للمقدسات الإسلامية! فبعض الإذاعات العربية أفردت مساحات لبعض الناس المحسوبين على التيارات الإسلامية ليسوقوا للرأي العام أحقية إسرائيل بالقدس، وأن اليهود ظرفاء حبابون طيبون لطفاء، وعجبي من هؤلاء أنهم لم يحركوا لسانهم ولم يهزوا أبدانهم في حصار دولة قطر الجارة الشقيقة ولكن تحركوا الآن ليضفوا الرعاية الدينية والقانونية ويؤيدوا قرار ترامب للتقرب مع اليهود! وتحولوا بقدرة قادر من حزب البراء إلى حزب الولاء وموالاة الأعداء ضد إخوانهم المسلمين! لا تلوموا الناس المتوجعة من بعض المثقفين العرب وبعض مشايخ السلطان! الناس تبحث عن بطل حقيقي يواجه الصهاينة! بعد أن فقدوا الأمل في مثل الخليفة عمر وصلاح الدين ومشايخ الأمة! قالوا الرئيس المصري محمد مرسي المنتخب هو المخلص ولكن غيّب في السجون! قالوا أردوغان فحاول الغرب إسقاطه وسحقه وأشغلوه بهمه عن هموم بلاد الإسلام! قالوا تميم المجد فحاصروه وقاطعوه! فصارت الناس تبحث عن بطل! تبحث عن معجزة! تبحث عن أمل بدل الألم.. ولكن؟ فراحوا يمتدحون مواقف تلك الدول الأجنبية التي لا تدين بالدين الإسلامي ومواقفها من قرار ترامب! مساكين يبحثون عن أمل! الزعماء العرب «وكسوهم» وذبحوهم وأوصلوهم إلى حافة اليأس! الجماهير العربية يريدون قيادياً زعيماً ينير لهم أرضية المستقبل، يمثل البطولة التي لا يرونها في «حريم ترامب» والرجولة التي تلاشت بقراره! ضاعت حقوقنا وتاريخنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا! أوجع قلوبنا! وعطل عقولنا! وزلزل مشاعرنا! وكسر «مجاديفنا» حتى مشاهير شبكة التواصل الاجتماعي الذين استفزهم القرار حاول بعضهم أن يقول شيئاً! على الأقل أفضل حالاً من بعض مشايخ السلطان التي ستسعر بهم النيران!
إن مواقف دولة قطر مشرفة، وواضحة إزاء هذا القرار الظالم، إن على الأمة وزعماء الأمة مسؤولية عظيمة في مواجهة هذا القرار، على الأمة أن تتحد تحت راية واحدة، وترفض رفضا جامحا القرار الأميركي الأرعن، لا أحد يحب الاحتلال، والسياسة فن الممكن والاعتدال، فكيف يفكر ويدبر ثم يقرر ترامب أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل! يقول أهل السياسة لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة بل مصالح دائمة! فهل من مصلحة أميركا وإسرائيل هذا القرار الأخير؟!! إنه كارثة جديدة على الأمة.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
11/12/2017
1966