+ A
A -
في عام 2012 نشر تقرير بأن الهند من أكثر الدول إساءة للمرأة، كنت قد قمت بالبحث عن الثقافة الهندية تجاه المرأة عبر «غوغل»، وذلك بعد عدد من المشاهدات التي لم ترق لي، على سبيل المثال حينما أسافر على أي طيران، ولا يكون متوفراً النفق المتحرك الذي يسمح لك بالتوجه بسهولة إلى داخل المطار، فتلجأ بعض المطارات لاستخدام الباص لنقل المسافرين من الطائرة إلى المطار، كنت أتعجب بشدّة حينما أجدني واقفة مع بقية النساء، فيما بعض الجنسيات الآسيوية تحتل المقاعد متجاهلة أهمية احترام المرأة، وعلى الأخص ممن كن يحملن أطفالهن الرضع، لا يفكر أحدهم بالتحرك من المقعد وتركه لأي امرأة إلا إذا طلبت منه ذلك، وأحياناً يترك مكانه متذمراً وناقماً عليك، هذا التصرف لاحظته لعدد كبير من المرات، وكنت أتمنى من شركات الطيران الناقلة، أن تضع لافتة بجميع اللغات، بأن الكراسي لكبار السن والأمهات والأطفال، ولا يسمح بالتعدي على هذا القانون.
ليس هذا السبب فقط الذي دفعني للبحث عن ثقافة الهند تجاه المرأة، ولكن ما حدث لي في أحد المطاعم بمدينتي، سبب لي حموضة شديدة في معدتي، فقد قمت بزيارة المطعم بناءً على نصيحة أحد الزملاء، وكان المطعم عبارة عن كشك صغير، وقد وضعت نافذة صغيرة مخصصة لطلبات النساء، كنت تقريباً الزبونة الثانية، وبعدها تدافع الزبائن من الرجال إلى المطعم، المدهش في الأمر أن العامل الهندي قدّم كل زبائنه الرجال عليّ، وأبقاني في آخر القائمة، وحينما تسلمت منه طعامي وسعى لإغلاق النافذة في وجهي بوقاحة، فتحتها مرة أخرى وسألته بغضب كبير: لماذا تجاهلت طلبي رغم أني قد سبقت الكل؟ فأجابني بإجابة في غاية الغباء، ولم أصدق بالتأكيد ما قاله لي، فقد كانت إجابة حمقاء وتنم عن معنى حقيقي لعدم احترام أو تقدير للمرأة. التقرير يقول بأن معظم الهنود يدركون مدى قسوة الحياة التي يمكن أن تعيشها النسوة في هذا البلد، الذي يعتبر أكبر ديمقراطية في العالم، وحتى بعد مرور 46 عاماً على وصول انديرا غاندي إلى السلطة، باعتبارها أول رئيس وزراء امرأة عام 1966، لكن ما يحدث في الهند تجاه المرأة، يعتبر أكبر دليل على عدم احترامها، حيث لا يوجد حتى الآن قانون خاص في الهند ضد الاعتداء الجنسي على المرأة. ووصفت الكاتبة في صحيفة هندوستان تايمز سمر هالارنكار، الاعتداء المتكرر على النساء في الهند، بأنه عبارة عن قصة انحدار خطر لدى الهنود والهند بحد ذاتها، وعرضت هالارنكار كدليل على ما تقول، إحصائية أدت إلى حدوث سخط في الهند إذ إن 370 خبيراً في مجال الجنسين في العالم، صوتوا بأن الهند هي المكان الأسوأ بالنسبة للنساء ضمن دول مجموعة العشرين. وتشير إحصاءات المركز الدولي للأبحاث المتعلقة بالنساء إلى أن 45? من النساء الهنديات يتزوجن تحت سن الثامنة عشرة، كما أن الأبحاث ذاتها اشارت إلى وفاة 56 ألف امرأة عام 2010، وأوضح مكتب السجلات الوطنية للجريمة في الهند إلى تزايد نسبة الجريمة ضد المرأة في الفترة ما بين 2010 إلى 2011، ومعظم هذه الحالات كانت تتعلق بنزاعات حول المهر.
ولدى مشاهدة وسائل الإعلام الوطنية، يمكن الاطلاع على مدى الإساءة التي تتعرض لها النساء في الهند بصورة يومية، وذكرت هذه الوسائل أنه في ولاية أوتار براديش تعرضت امرأة للاغتصاب من قبل الشرطة الذين استدرجوها إلى مركز الشرطة بدعوى تقديم العمل لها، وفي ولاية كارناتاكا تم اعتقال طبيب أسنان لأنه أجبر زوجته على شرب بوله، لأنها رفضت تسديد متطلبات المهر له.
ولا تزال الهند بلد العجب العجاب!

بقلم : سارة مطر
copy short url   نسخ
22/05/2016
3204