+ A
A -
في الوقت الذي يسقط فيه الشهداء والجرحى، وفي الوقت الذي يصدر فيه الرئيس الأميركي قراره بضم القدس للصهاينة، يقوم وفد بحريني بزيارة إسرائيل متباهيًا بفعلته وأن شعب البحرين شعب حضاري، فيما يرفض الآخر الذي يطالب بحقوقه، كم هو مؤلم أن نرى شعبا عربيا كان على مدى التاريخ مؤيدا للثورة الفلسطينية، ويكن للفلسطينيين التقدير يقوم وفد منه بزيارة إسرائيل جهارا نهارا ويطلب ود نتانياهو على حساب دماء أطفال وشيوخ ونساء ورجال فلسطين الذين يقدمون الشهيد تلو الشهيد والدم يسيل علو عتبات الأقصى.
وهنا أخاطب جميع المتصهينين العرب، ألم تبايعوا الثوار، وبسيوفكم اذبحوهم، ألم تبكوا على القدس وتسمموا مياهها، ألستم من نادى بعروبتها ومن الخلف طعنتموها، ألستم من عاهد عمرا بأن تكون القدس عربية، وها أنتم تغيرونه، حقا وكما قال النعيمي الشاعر العراقي المغدور؛
قسمًا نحن شعب لا يستحي
نحن قطاع الطرق وخونة الدار
نهدر دم المسلم ونهجم على الجار
نعتمر عمائم بيضاء وسوداء وما تحتهما عار
حقا نحن
أمة لا تستحي!
استشهدوا، برصاص أميركي، وبزناد وعتاد إسرائيلي، والقاتل قرار الرئيس الأميركي، ونرفع العلم الإسرائيلي، نطالب بسحب القرار الأميركي ونرسل البرقيات السرية نقول له سلمت يمينك
نحن أمة لا تستحي، كونوا كما هؤلاء على الأقل. واستمعوا لمندوب السويد أولوف سوف الذي قال
إن اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل يناقض قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي، وقال «نحن نعارضه»، محذرا من أن يتحول «هذا النزاع إلى نزاع ديني». وحتى سفير الدولة التي ساهمت في تحويل فلسطين إلى دولة صهيونية ماثيو رايكروفت الذي قال إن القدس هي المدينة التي يتقاسمها الفلسطينيون والإسرائيليون عاصمة لدولتيهما، وأعلن رفض بلاده للقرار الأميركي.
ومندوب فرنسا فرانسوا ديلاتر الذي قال إن وضع القدس يجب أن يتحدد عن طريق الأطراف بموجب اتفاق سلام، وأكد أن باريس لم تعترف بضم القدس الشرقية بعد سبعة وستين. والسفير الروسي فاسيلي نيبينزيا الذي قال «لا بديل عن حل الدولتين». ومندوب بوليفيا: ساشا سوليز الذي ضجر وقال إن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وطالب المجلس بضرورة اتخاذ خطوات وإجراءات إزاء هذا الانتهاك.
يا أهل البحرين أيها العرب، زيارتكم لإسرائيل ليس شرفا فكفروا عن سيئاتكم بالاعتذار لمن لايزال دمهم طريا.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
11/12/2017
4362