+ A
A -
ترامب يعلن القدس عاصمة لإسرائيل.. جل العرب نائمون، والبعض يستنكرون، والآخر من صهاينة العرب كما وصفهم الشاعر العراقي ذات يوم بـ «أولاد......» أو كما وصفهم آخر «بأولاد الكلب» والكلب محشوم عنهم مؤيدون للقرار ومباركون ومبتهجون! رغم أن قرار ترامب لا شرعي ولا قانوني ولا واقعي إلا أنه- وكما يقول الأستاذ القدير محمود عبد الهادي– رجل الإعلام والتدريب والتخطيط الاستراتيجي– يعزز علامات التمحيص والتمايز وبعدها يأتي الفرج إن شاء الله لأنه وعد إلهي للأمة المؤمنة، نحن لا نستصرخ القاصي والداني أو المؤيدين لقرار ترامب أو الداعمين له! من صهاينة العرب! أو الداعمين والمتعاطفين للحق الفلسطيني! أو القيادات الفلسطينية المتخاذلة! أو القيادات العربية «المسخرة» إن القدس قضية الأمة الإسلامية وليست للفلسطينيين وحدهم، وكلنا نتحمل المسؤولية في اغتصابها وآلام شعبها ووجعهم ومصيرهم المؤلم! الشعب الفلسطيني بطل وجبار وقادر على فعل أشياء كثيرة نصرة للقدس، والأمة تراهن عليه في الداخل، لا على صهاينة العرب من ساسة ومفكرين ومنظرين «زبالة»! إن قرار ترامب لم يحظ بالقبول والرضا والاستحسان لا من الداخل الأميركي ولا من خارجها! والعالم الإسلامي يغلي والشرفاء في الأمة سيضربون به عرض الحائط، كغيره من قرارات «زبالة» ولكن القرار فرصة لجعل القضية الفلسطينية في الواجهة من جديد، بعد أن غطت عليها جرائم المتصهينين في الخليج واليمن وليبيا وسيناء وسوريا والعراق! إن أمام الفلسطينيين والعرب والشرفاء والغيورين فرصة للم الشمل والتكاتف والوحدة– وحدة الموقف والكلمة– ضد ترامب والتعسف الإسرائيلي ضد القدس والفلسطينيين، القرار فرصة لتنسيق الجهود بين الفلسطينيين وقياداتهم والعرب وقياداتهم لنصرة القدس وإخواننا فيها، أرى ألا نضيع الفرصة بكلام لا يودي ولا يجيب، وتكفينا اخفاقاتنا السابقة! والقبول بغير المقبول! والرضا بالقليل الذي لم ننله حتى الآن! تعبنا من الفشل تلو الفشل! والانصياع والانقياد للغير وكأننا نعاج في حظيرة ترامب أو «أفيخاي أدرعي» أحد عناصر جيش الكيان الصهيوني، تسلل اليأس بجماهير الأمة بسبب قبول قيادات الأمة بغير المقبول! وبعد كل هذه الفوضى و«اللوية» و«اللجة» التي يشهدها الخليج والشرق الأوسط والأمة! نشعر أن الأجراس والنواقيس قد دقت، والجماهير الغيورة «بقت» والمحاذير ولّت بعد قرار ترامب الأخير! وهذا الشعور هو الذي يقف وراء المسيرات والتهديدات والبرامج النارية ومطالبات أميركا للإسرائيليين بالتريث والتمهل في تطبيق قرار ترامب! لا للقبول بالقرار، لا للخنوع، لا للخضوع، لا للحلول التخديرية، لا للحصار، أولى الأولويات اليوم وليس غداً رفض قرار ترامب، ورفع الشكوى تلو الشكوى للمحاكم الدولية والسعي لإبطال هذا القرار من الداخل والخارج الفلسطيني حتى يكون حبراً على ورق «يبله ترامب ويشرب منقوعه»! وردم الهوة بين القيادات الفلسطينية التي صنعها التناحر والحقد! وتذويب الخلافات بين حكومات الخليج واستشعار روح المسؤولية ونكران الذات، والتركيز على مصلحة الأمة، لا التركيز على مصلحة «الخمّة» أو «الرمّة» نحن في مأزق نعيش معضلا سياسيا لن نتجاوزه إلا بوحدة الكلمة والموقف والرؤية الواحدة والزاوية نفسها لأقصانا أولى القبلتين وثالث الحرمين مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
10/12/2017
1970