+ A
A -
صارت ظاهرة لافتة أن يحكم رؤساء من أصول لبنانية دولاً تبلغ ديموغرافيتها سكان لبنان عشرات المرات، بل والجانب الآخر واللافت في هذه الظاهرة أن الدول التي حكمها رؤساء من جذور لبنانية هي دول أميركية لاتينية، وربما يعزى ذلك إلى أن اللبنانيين كانوا أقدم وأكثر المهاجرين إلى الأميركتين وأستراليا، بمعنى أن اندماجهم واستيعابهم لمجتمعات المهجر ساعدتهم عن غيرهم من المهاجرين العرب في الصعود إلى سدة السلطة، هذا فضلا عن الأحلام التي هاجروا بها من بلاد الارز إلى مجتمعات لا تضع العصا في دواليب هذه الأحلام، بل تتيح الفرص سانحة، وبحسب الكفاءة والاستعداد والجاهزية، لتولي المناصب والمهام.
أحدث من تتداول وسائط الإعلام الدولية اسمه في هذا السياق هو سلفادور نصر الله الذي ارتفعت أسهمه الانتخابية بقوة ليكون رئيسا لهندوراس، وليكون أيضا رابع رئيس من أصول لبنانية حكموا شعوبا في أميركا اللاتينية، ومن قبله حكم ميشال تامر البرازيل، هذا البلد الضخم الذي أحرز موقعا اقتصاديا بارزا في العالم، وهناك أيضا خوليو سيزار طرابية حاكم كولومبيا السابق الذي هو كذلك من أصول لبنانية وأيضا جميل معوض الذي حكم الإكوادور من أصول لبنانية.
ولأن «الديك الفصيح من البيضة يصيح» كما يقول مثل عربي، فنظرة إلى الدراسات المتنوعة والمهام الأكاديمية والعملية المختلفة التي قام بها تشير إلى أن سلفادور نصر الله رجل صنع مكانته بجهد كبير واقتدار.
مهاجرون عرب كثر لم يصيروا فقط نجوما مشهورين في عوالم الآداب والعلوم والمال والاجتماع، ولكن بعضهم أيضا بزغ نجمه ببراعة ومهارة في عالم السياسة وسدة الحكم.
كل ذلك يقود إلى أسئلة مشروعة منها: لماذا يلمع عرب ببريق ساطع في مهاجرهم، بينما بيئة الطرد التي اضطرتهم إلى مغادرتها خاوية من أمثالهم؟

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
04/12/2017
1703