+ A
A -
«إن تغريدات ترامب غالبا ما تكون سخيفة ومهينة، ولكن إعادة تغريداته بأشرطة الفيديو المعادية للمسلمين تجاوزت الحدود»، كان هذا ما كتبته صحيفة «واشنطن بوست»، في افتتاحيتها يوم الخميس الماضي، وهي تصف ما يقوم به الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إعادة بث تغريدات مسيئة للمسلمين، وذلك بعدما قام ترامب بإعادة بث ثلاث تغريدات لغايدا فرانسيس نائبة زعيم حزب «بريطانيا أولا»، التي وصفتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية على موقعها الالكتروني بأنها «فاشية ومعادية للإسلام والمهاجرين». ووصفت الصحيفة البريطانية تغريدات فرانسيس بأنها «تحتوي على مواد تحريضية جدا صممت خصيصا من أجل إثارة الكراهية ضد المسلمين»، وطالبت الـ«ديلي ميل»، في التقرير الذي نشرته على موقعها يوم الخميس الماضي الرئيس ترامب أن يعتذر، وإلا فإنه «عنصري ويروج الكراهية للمسلمين مثلهم»، لكن ترامب تجاوز الأعتذار إلى السخرية والهجوم اللاذع على رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، التي انتقدته على لسان المتحدث باسمها يوم الأربعاء الماضي، بسبب إعادته لتلك التغريدات، التي تنال من المسلمين، قائلة: «إن الرئيس ترامب ارتكب خطأ عندما أعاد نشر تغريدات لنائبة رئيس الحزب اليميني المتطرف «بريطانيا أولا» معادية للمسلمين، وقد أصيب البريطانيون بالصدمة حينما هاجم ترامب ماي قائلا لها في تغريدة له «لا تركزي علي وركزي على الإرهاب الإسلامي المتشدد الذي يحدث في المملكة المتحدة»، وقد قام سياسيون بريطانيون كثر بالرد على ترامب الذي من المقرر أن يزور المملكة المتحدة وسط شكوك في إمكانية تخفيف الزيارة مع التصريحات المشحونة مع أكبر دولة أوروبية حليفة للولايات المتحدة، وكان عمدة لندن صادق خان من أشد المنتقدين لترامب وتغريداته، حيث اتهم ترامب بالترويج لحزب مقيت في بريطانيا، هو الحزب اليميني المتطرف «بريطانيا أولا»، الذي يهدف إلى «زرع الشقاق والكراهية في بريطانيا»، حيث طالب خان - الذي سبق وأن تناوله ترامب بالنقد في تغريدات سابقة- رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي في تغريدة له يوم الخميس الماضي بإلغاء زيارة ترامب والاعتذار للشعب البريطاني.
لكن يبدو أن ترامب الذي احترف نشر الكراهية ضد المسلمين ولم يعد يأبه بأية ردود أفعال أو انتقادات حتى من حلفائه الأوروبيين، الذين يشاركونه الثقافة والدين، قد احترف الكذب أيضا بشكل مقيت حتى أن صحيفة «واشنطن بوست» نشرت تقريرا في منتصف نوفمبر الماضي قالت فيه إن ترامب وخلال 300 يوم قضاها في البيت الأبيض أدلى بـ 1628 تصريحا مكذوبا أو مغلوطا، أي بمعدل أن الرجل يكذب خمس مرات في اليوم، وهو ما لم يقم به أي رئيس أميركي سابق، بل ربما لا يقوم به أي رئيس في أنحاء العالم، فضلا عن أن يكون رئيس أكبر دولة في العالم، وهذا يعني أن الرجل إما في مرحلة من مراحل انعدام الوعي، أو أنه يعي تماما أنه ينشر الكراهية والأكاذيب، وبالتالي فإنه يقوض الاستقرار في الولايات المتحدة، كما يقوض الاستقرار في كل الدول الحليفة لها، وعلى رأسها بريطانيا.

بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
04/12/2017
7843