+ A
A -
تشهد كل من الحكومتين اليونانية والبريطانية ضغوطا هائلة في برلمان كل منهما بسبب الدعم العسكري الذي تقدمه كل منهما للسعودية ودول التحالف العربي التي تقاتل في اليمن، كما تواجه الحكومة الأميركية ضغوطا كبيرة من تركيا بسبب الدعم العسكري اللامحدود الذي تقدمه لقوات تحالف الشعب الكردية التي تقاتل في سوريا منحازة إلى نظام الأسد ضد تركيا.
وإذا فتحنا ملف كل دولة غربية نجد أنها متورطة بشكل ما في جريمة من الجرائم التي ترتكب بحق الشعوب العربية في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر وغيرها من أماكن التوتر الأخرى، فلولا الدعم الغربي اللامحدود للأنظمة الاستبدادية التي ترتكب الجرائم ضد الإنسانية بحق شعوبها ما تمكنت هذه الحكومات ولا هؤلاء الحكام من أن يبقوا يوما واحدا في السلطة، لأن هذه الشعوب لم ترضخ إلا بقوة الأسلحة الغربية والدعم الاستخباراتي والعسكري الذي تحظى به هذه الأنظمة ضد شعوبها والقوة الغاشمة التي تستخدمها ضد المدنيين العزل.
فمعظم هذه الدول العربية الاستبدادية لا تنتج طائرات أو ذخيرة أو صواريخ أو أسلحة مما تدمر الأخضر واليابس في هذه البلاد أو حتى طعاما لشعوبها، وإنما هي تستوردها بالدرجة الأولى من الغرب الذي يتشدق بالإنسان وحقوقه بينما كل سياساته هي جرائم ضد الإنسانية بامتياز وضد العرب والمسلمين بشكل خاص، فمنذ خرجت تلك الدول من المنطقة بعد الاحتلال المباشر لها والذي دام عشرات السنين لم تسلم السلطة إلا لأنظمة وحكام يخدمون مصالح الغرب بشكل أفضل بكثير من الاحتلال الغربي المباشر، وبينما كانت جيوش هذه الدول متورطة في احتلال المنطقة وكانت المقاومة الوطنية تكبدها كل يوم عشرات القتلى والجرحى وكانت الروح الوطنية هي الغالبة لدى الشعوب، خرجت هذه الدول بجيوشها ثم شكلت جيوشا وحكاما من أبناء المنطقة ينوبون عنها في كل شيء، فيقتلون الشعوب ويزجون بالوطنيين من أبنائهم في السجون نيابة عن الغربيين دون أن يكلف الغرب نفسه شيئا، حتى ثمن الأسلحة التي يقتل بها أبناء المنطقة يدفعها الحكام والحكومات بالتمام والكمال، وبالتالي تكون الجرائم التي ترتكب في الشرق بأسلحة الغرب دون أي تكاليف بل بأرباح مضاعفة لمصانع السلاح التي بدلا من أن تسرح العاملين فيها إذا بها توظف المزيد من أجل إنتاج السلاح الذي يقتل المسلمون بعضهم بعضا به.
يكفي أن تنظر وتتأمل في خرائط العالم، وتحدد المناطق التي بها بؤر للحروب والصراعات، لتجد أن قلب العالم العربي والإسلامي هو الذي يشتعل بتلك الحروب بينما معظم دول العالم تنعم شعوبها بالأمان والديمقراطية والحياة، وإذا تأملت في مبيعات السلاح في العالم تجد أن نصف ما تنتجه مصانع السلاح في العالم يورد إلى المنطقة العربية الإسلامية لتشتعل به الحروب ويقتل به الناس وتدمر به الدول ثم يأتي الغرب المنافق الفاسد ويتحدث عن حقوق الإنسان؟!!

بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
30/11/2017
7905