+ A
A -
لا يدري احد الى اين ستتجه الأمور بعد تصريحات ولي العهد السعودي للنيويورك تايمز امس الاول، فهو لم يكتف فيه بوصف علي خامنئي بهتلر الشرق الاوسط الجديد، بل بإضافته القول إن «سياسة الاسترضاء لا تجدي نفعا مع ايران».
هذا الشاب يعني ما يقول، وهنا مكمن الخطورة. ولكن هل يستطيع؟ الرد الايراني جاء سريعا على لسان الناطق بلسان الخارجية بهرام قاسمي حين انتقد تصرف ولي عهد السعودية ، مضيفا بأن احدا في العالم لا يعير اهتماما لما يصدر عن بن سلمان.
وإذا كان قاسمي قد اعتبر تدخل محمد بن سلمان في الشأن اللبناني مؤخرا «إحراجا لحلفاء السعودية التقليديين»، فإن نوايا وأحاديث ولي العهد تبدو كخطوة غير محسوبة العواقب، خاصة وأن كلامه يشي بخوض حرب مع ايران.
وفيما يدرك الجميع ان محمد بن سلمان يتبع أسلوبا اندفاعيا لتعزيز سلطته داخل المملكة عبر محاربة الفساد ومحاكمة الامراء والوزراء والتجار، فإن الصدام الذي يريده مع طهران شيء آخر، ليس وحده من يقرر موعده وظروفه. وحتى إذا كان معتمدا على صفقة الـ «110» مليارات دولار لشراء معدات عسكرية من الولايات المتحدة كما اتُفق عليه في اجتماع الرياض بمايو الماضي، فمن يضمن الادارة الاميركية ومن يضمن وعود ترامب كثير التقلب؟
ربما يكون بن سلمان شابا غير مجرب، كمحللين اسرائيليين معروفين من امثال عاموس هرئيل ورئيس الاركان ايزنكوت، حين آثرا التريث والانتظار قبل المشاركة في حرب مع حزب الله الموالي لايران، او مع طهران ذاتها.
ويتردد في الصحف الاسرائيلية ان نتانياهو ليس غبيا الى درجة توريط جيشه في حرب مع حزب الله الآن على الاقل، ولحساب السعودية. وإضافة الى ان حزب الله غير راغب كما تقول تقارير استخباراتية في حرب فورية من هذا النوع، فقد سعى إيزنكوت بدبلوماسيته المعهودة خلال مقابلته مع موقع «إيلاف» السعودي الى القول بأن اسرائيل والرياض يريان الامور بمنظار متقارب، فإن، ما يعنيه عسكريا ان على محمد بن سلمان ان يصبر الى ان تقرر اسرائيل ان وقت الحرب قد حان.
فالقصة اعمق من رغبات امير شاب يحلم بتغيير ميزان القوى في الشرق الاوسط، والسعوديون كما يقول الاسرائيليون لديهم المال، لكنهم لا يملكون قوة عسكرية هائلة، مذكرين بفشل الرياض في اخضاع الميليشيات الحوثية في اليمن.
نصر الله هرب من الحديث عن حرب مع حزبه بالقول ان هناك مؤامرة صهيونية سعودية لتدمير لبنان، فيما اعتبرت اسرائيل استقالة سعد الحريري خدمة لإيران لانها تثبّت الرئيس ميشال عون فترة ما كحليف معروف لحزب الله، وفضلا عن ذلك سيفكر الصهاينة طويلا في ما يريده بن سلمان حتى لا ينغمسوا في توجيه ضربات عسكرية لحزب الله كخدمة مجانية للسعودية.
لا بد من التذكير بأن اي حرب مع ايران لن تبدأ إلا عبر حزب الله سواء شاركت السعودية ام لم تشارك، وبأن مجابهة كهذه ستجتذب مشاركات وتدخلات اقليمية ودولية كما كان حال لبنان سابقا، قبل التفكير في شن حرب اخطر وأكثر تكلفة في حالة تحولها الى مواجهة مباشرة بين الرياض وطهران، ودخول اميركا المؤكد في صراع عنوانه الحصول على رأس ايران.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
26/11/2017
2884