+ A
A -
نحن نعيش القرن الحادي والعشرين، وهو القرن الذي تؤكد كل الشواهد أنه قرن التدفق المعرفي الهائل والثورة التكنولوجية الشديدة التعقيد التي تسود بيننا، وتحكم حياتنا، وإيقاع هذه الحياة يدعو إلى مسايرة التقدم العلمي والعض عليه بالنواجذ، كما جاء ذلك مراراً وتكراراً في خطابات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الموجهة للأمة والشعب، ووزارة التعليم والتعليم العالي تدعو إلى التميز العلمي، ويجب أن يحكم حركتنا هذا التميز.
إن القائمين على يوم التميز العلمي كفاءات مجتهدة، تبذل الجهد تلو الجهد لتحصد قطر الثمرة الطيبة من أبنائها المتميزين على كافة الأصعدة، فالتميز لا وطن ولا مكان له إلا بالعلم والعمل، فالعلماء والمخترعون سبقوا زمانهم وعملوا بروح الفريق، لذلك يأتي الاهتمام القطري بجائزة التميز العلمي للفئات المختلفة من طالب ومعلم ومدرسة وبحث علمي في كافة المجالات.
إن أهمية يوم التميز والاهتمام به تدل على وعي الوطن والمواطن، وتوفير القيادة اللازمة لإدارته تقربنا إلى لحظة ميلاد التميز، وقد حرصت وزارة التعليم والتعليم العالي خلال السنوات الماضية على تحسين مخرجات التعلم من خلال نشر ثقافة التميز والإبداع، وذلك بتطبيق معايير عالمية تضمن إذكاء روح التنافس بين الطلبة، وتعزز الاتجاهات الإيجابية نحو التميز والتفوق العلمي، كما عملت وزارة التعليم من خلال جائزة التميز العلمي إلى تقدير المتميزين القطريين مادياً ومعنوياً، حيث تحظى هذه الجائزة بمكانة سامية في نفوس كافة القطريين، فهي تحمل اسم قائد مسيرتها وراعي نهضتها، لذلك أصبحت هذه الجائزة خلال السنوات العشر الماضية هدفاً ومقصداً يرنو إليه كافة المتميزين علمياً من المعلمين والباحثين والطلاب والمؤسسات التربوية، ويمنح الفائز بجائزة الطالب المتميز المرحلة الإعدادية فئــة الميدالية البلاتينية مكافأة مالية قدرها (20.000 ريال قطري)، وميدالية، وشهادة تميز. كما يمنح الطالب المتميز فئــة الميدالية الذهبية مكافأة مالية قدرها (15.000 ريال قطري) وميدالية، وشهادة تميز.
وتتضمن السمات الشخصية للطالب المعايير الآتيــة: الانضباط السلوكي، القـيــادة والطلاقة والقدرة على التعبير، ويتم قياس وتقييم هذا البند من خلال المقابلة الشخصية التي ستجريها لجنة التحكيم مع الطالب.
أما تنميـة القدرات والمهارات فيندرج تحتها البرامج والأنشطة التدريبية، ارتياد مركز مصادر التعلم، والزيارات العلمية، والأعمال الإبداعية المبتكرة، والأنشطة المدرسية، كما تقيم لجنة التحكيم الإسهامات المجتمعية التي شارك فيها الطالب، ومنها الأنشطة التطوعية، والمسابقات والجوائـز التي حصل عليها الطالب، وأخيرا تقيّم لجنة التحكيم نشاط البحث العلمي والمشاريع العلمية التي قام بها الطالب أو الطالبة.
وتقوم اللجنة بإجراء مقابلة للطلبة الحاصلين على 80% فما فوق من مجموع الدرجات التقييمية لقياس الطلاقة والقدرة على التعبير. إن دولة قطر تسعى إلى تطوير نظامها التعليمي، وتسخير كافة طاقاتها ومواردها، وتحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات، وإيماناً منها بضرورة التوسع الكمي مصحوباً بتطوير نوعي يعزز الجودة والإتقان والتميز قام المسؤولون عن جائزة التميز العلمي في نسختها الحادية عشرة بضم فئة الماجستير إلى فئات الجائزة؛ حيث أصبح عدد الفئات هذا العام تسع فئات.
وقد راعت اللجنة التنفيذية لجائزة التميز العلمي مع لجنة تطوير الجائزة رغبة المجتمع القطري في طرح وتوفير جائزة التميز العلمي لفئة (الماجستير) بناءً على حاجاتهم في ظل تجسيد دولة قطر لمعاني التميز في سياستها ونظامها، حيث تدعو دولة قطر جميع أبنائها إلى التفرد والتميز والنشاط والعمل والإنتاج ؛ بهدف تحقيق الجودة والتميز في الأداء، وتجسيد الإخلاص في العمل والتعليم وبناء الوطن.
وتتوافق جائزة فئة الماجستير مع فئة الدكتوراه من حيث المعايير والاشتراطات، وقد جاءت فئة الماجستير كبيرة من حيث عدد المتقدمين لها لهذا العام ؛ علماً بأنه يحق الترشح لمن حصل على الماجستير خلال العام 2016‏2017م، والعام 2017/‏2018م آخر عامين فقط، وبتقدير امتياز ويمنح الباحث المتميز من حملة الماجستير الميدالية الذهبية وشهادة التميز، بالإضافة إلى مكافأة مالية قدرها 50000 خمسون ألف ريال قطري.
وتحتل جائزة التميز العلمي مكانة عظيمة عند صاحب سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، لأنها جاءت بهدف تقدير وتحفيز المتميزين ومكافأتهم لجهودهم وإنجازاتهم وإبداعاتهم للحفاظ على تقدمهم نحو القمة، ولتقديم المزيد من الإنجازات والسعي المتواصل.
إن طريق التميز أصبح متاحاً أمام الجميع، لكن السر يكمن في استمرارية العطاء والإتقان، والإخلاص التام لتحقيق أمنيات النجاح والتميز التي أصبحت مفهوماً يزداد قيمة يوماً بعد يوم عند جميع أبناء دولة قطر، فبناء الوطن يحتاج سواعد قطرية، جاهزة لمواجهة التحديات، وقادرة على وضع الحلول المناسبة، وتمتلك قوة التأثير الإيجابي، إذا ما تمسكنا بضرورة الاهتمام بتطوير المؤسسات التعليمية والبحثية، وعلى تأثير الإبداع والتفكير المستقل والمبادرات المتميزة، والاهتمام بالتحصيل العلمي في نهضة الدولة، وتربية الناشئة تربية صحيحة عنوانها الله الوطن والأمير.
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
25/11/2017
2515