+ A
A -
كان تأثير القرآن في قلوب السلف عظيماً، فكانوا يقفون عند حدوده، يحركون به القلوب، ويؤمنون بمتشابهه، ويعملون بمحكمه، لقد أنزل الله سبحانه وتعالى كتابه أحسن الحديث تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله،
وقد رأيت من قريب، صورة مؤثرة، صورة طالب بعد انتهائه من الامتحان دخل مع الرحمن ممسكاً مصحفاً يقرأ فيه، والصورة لطالب في مدرسة ابن الهيثم الابتدائية بمنطقة الثمامة جنوب مدينة الدوحة، هناك صور مشرفة ونماذج عطرة في مدارسنا، تأخذ بالألباب، وتثير الإعجاب، طلاب شمروا عن ساعد الجد، وبذلوا للعلم والقرآن الطاقة والجهد، فبارك الله بهم وغفر لوالديهم. أسوق لكم نموذج آخر لرجل اعتدت أن أراه في المسجد ممسكاً المصحف يقرأ فيه.. عرفت الرجل ملتزماً تقياً يحب الله ورسوله من خلال مخبره ومظهره وتبكيره للصلاة، لكني لم أعرفه إماماً ندي الصوت حسن الترتيل يأخذ بالألباب، ويحرك الأفئدة، ذلك اليوم الذي صليت خلفه صلاة الفجر نظراً لتأخر الإمام والمؤذن!! رأيته يتقدم ويقيم الصلاة ويؤم المصلين ويقرأ من سورة إبراهيم الآيات 28 29 30 31 بآيات استوقفتني، لقد استنطق الرجل كتاب الله – القرآن – بخشوعه وشعرت أن الآيات لامست شغاف قلبي خاصة الآية (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً) والآية (وأحلوا قومهم دار البوار) وكأنهم عصابة الأزمة في زمن الحصار! جلبوا البوار! وأثاروا بحمقهم الغبار! في الخليج والأمصار! في الصحاري والبحار! أعلم أن الآيات تستهدف القريشيين كفار تلك الفترة، ولكن القرآن فيه تراكم الخبرات البشرية وينبغي أن نستفيد ونعتبر بآياته (اعتبروا يا أولي الأبصار) ، حتى نحذر من وقوع ما ليس في الحسبان في زمن عفاريت الجان!الذين يجلبون للخليج الظلم والحرمان، والقطيعة له عنوان! وشذاذ الآفاق من عصابة بلاك ووتر الزعران، في الخليج أخطاء، وعلل وأمراض وكوارث! لا حلول لا مراجعات لا تحمل مسؤوليات! لا شجاعة أدبية! ولا شجاعة سياسية! ولا اعتراف بالأخطاء! فقط بجاحة ووقاحة! وعنتريات! صرنا نعيش الأزمات والأعاصير والانهيارات والتلفيقات! والكذب البواح! في ظل (السداح مداح) وما عاد مجلس التعاون الخليجي يغني عنا شيئاً!! وزواله بلا شك لا مفر منه! (وحسبي الله على اللي حال بينا وبينه )!! ونسأل الله السلامة لديننا وإسلامنا وقرآننا وديارنا وخليجنا وشبابنا وجيلنا القادم من الفتن ما ظهر منها وما بطن!.. ورحم الله قارئاً قال آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
24/11/2017
2085