+ A
A -
أعلن السيد «سعد الحريري» تعليق الاستقالة من منصبه كرئيس للوزارة اللبنانية،استجابةً منه لرغبة الرئيس «ميشيل عون»، وذلك للسماح بمزيدٍ من الحوار حول هذه الاستقالة المثيرة للجدل، والتي أعلنها في المملكة العربية السعودية يوم الرابع من نوفمبر الجاري.
وطالب لدى عودته إلى بيروت مساء الثلاثاء الماضي، جميع القوى السياسية اللبنانية بالعمل الجاد للنأي بلبنان عن الأزمات الإقليمية.
وعللت مصادر صحفية في بيروت قرار السيد الحريري تعليق الاستقالة، إلى مبادرةٍ فرنسيةٍ وأخرى مصرية، تجنباً لحدوث فراغ حكومي.
وكان السيد الحريري قد التقى كلاً من الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» في باريس، وأعقب ذلك بلقاء مماثل والرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» في القاهرة، قبيل توقفه في نيقوسيا حيث التقى الرئيس القبرصي «نبكوس أناستاسياديس» قال بيانٌ رسميٌّ قبرصيٌّ عقب ذلك إن الرئيس أناستاسياديس سيتخذ مبادراتٍ تتعلق بتعزيز الاستقرار في لبنان.
وفي بيانٍ صحفيٍّ لافت قال مكتب الرئيس الفرنسي:«إن ماكرون تحدث ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنجامين نتانياهو»، والرئيس الإيراني «حسن روحاني» كلاً على انفراد، وأبلغهما أهمية إبقاء لبنان بعيدةً عن الأزمات الإقليمية».
ويحار مراقبون في كيفية التحكم في عدم انفجار الأوضاع في لبنان الذي يضمّ ألواناً متعددةً من الأطياف السياسية والمذهبية والطائفية، ولعل دخول قوى خارجية حلبة الصراع اللبناني يزيد الأوضاع تعقيداً واستعصاءً على الحل..
ولنقلْ بمزيدٍ من الإيضاح: إن زجّ لبنان في صراعٍ مذهبيٍّ قوامه: الشيعة والسنّة، سيضع البلاد على حافة انفجارٍ.. فمعلومٌ أن إيران تُعتبر الطرف الداعمَ للشيعة، وتُتّهم بأنها وراء حزب الله وإمداده بالعتاد العسكري الذي يجعل له أنياباً وأظافر، ويجعله رقماً صعباً في المعادلة اللبنانية كما أن إيران متّهمةٌ كذلك بأنها وراء الحوثيين الذين يخوضون قتالاً شرساً ضدّ التحالف العسكري السعودي الإماراتي في اليمن..في حين تبقى المملكة العربية السعودية -في ضوء هذه المعادلة- القوة الموازية على الطرف الآخر والداعمة للسنة مما يوصف بمخاطر التمدد الإيراني في المنطقة.
إن الوصول بالأزمة اللبنانية إلى هذا المنعطف -وهو اشتعال الموقف على خلفية النزاع المذهبي- لن يخدم أياً من تطلُّعات الدول العربية في المنطقة،وهي:العدل الاجتماعي، والرخاء الاقتصادي، والبناء.
ولا نشك لحظةً في أن المستفيد من إثارة هذا النزاع هو الكيان الصهيوني، الذي يقف حائلاً أمام كل سلامٍ أو مبادرة سلامٍ، طرحت ولا تزال تطرح، ذلك أن اهتمام هذا الكيان بأحلامه التوسعية يناقض فكرة التعايش في أمنٍ وسلامٍ.
بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
24/11/2017
2788