+ A
A -
قال الراوي «عندما قررت بريطانيا أن تصدر كتاب تقسيم فلسطين عام 1947 -ما أطلق عليه عربيا فيما بعد باسم الكتاب الأسود - تنفيذا لوعد المقبور بلفور، قال عدد من أعضاء مجلس العموم البريطاني حينها «هذا الكتاب سوف يغضب أصدقاءنا العرب، وكان العرب هم أعز أصدقاء بريطانيا وهم حماة مصالحها، وتجارتها، فقال أعضاء آخرون، لنذهب ونستقصي آراء العرب، ولنبدأ بأقرب الناس إلى فلسطين وهي الأردن، وهناك رجل بريطانيا القوي غلوب باشا «ابو حنيك» وكان حينها قائدا للجيش الأردني، وقد أبعده العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال في العام 1956 بعد العدوان الثلاثي على مصر وهو ما عرف بحرب السويس، الذي شاركت فيه كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ضد مصر، بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تأميم قناة السويس، لتصبح مصرية، فاستقبل أبو حنيك الوفد البريطاني في عمان، وحين سألهم عن مهمتهم، قالوا له سنقوم بجولة عربية قبل إصدار كتاب تقسيم فلسطين، فضحك أبو حنيك، وقال لهم غدا سوف أوفر لكم مشقة عناء السفر، وأُقدِّم لكم بعد الغداء في مضارب الصحراء الرأي الذي يكفي لاتخاذ قراركم السليم، إما بالتقسيم أو الانسحاب من فلسطين قبل التقسيم، وفي اليوم التالي ذهب أبو حنيك إلى لحام في سقف السيل بوسط العاصمة الأردنية عمان واشترى منه خروفا كاملا وطلب منه عدم تقطيعه، واشترى خروفا ثانيا وقطعه إلى أربع قطع، واشترى خروفا ثالثا وطلب من الجزار تقسيمه إلى قطع صغيرة، واتجه إلى مضارب البدو في الصحراء، فواجهه على بعد كيلو من المضارب الكلاب الصغيرة النشيطة فألقى لها بقطع اللحم الصغيرة، وحين اقترب من المضارب قابلته الكلاب الأكبر فألقى لها بالخروف المقطع إلى أربعة اجزاء، وحين وصل إلى المضارب كان أكبر كلب ينبح بصوت مزعج، فألقى له بالخروف كاملا، فسكت وسكتت الكلاب جميعا، وعاد إلى الوفد يسألهم: هل فهمتم؟ هزوا رؤوسهم بالإيجاب، وقال للوفد عودوا إلى بريطانيا ولا تكملوا جولتكم، ها قد أصبح لديكم رأي حول تقسيم فلسطين، وضاعت فلسطين كاملة. بل وضاع العالم العربي كله وبات تقسيمه وتجزئته وفق ما يريد المعلم اميركيا كان أو بريطانيا،
«على ذمة الراوي. مصطفى محمد البرغوثي ضابط سلاح الفرسان البريطاني حتى عام 1948».

واشنطن قررت إغلاق مكاتب منظمة التحرير فهل استشارت الرياض أو أبو ظبي أو القاهرة في قرارها، كما كانت تفعل سابقا حين كانت تقدم على أمر من هذا النوع وما كانت تفعله بريطانيا، مراعاة للمشاعر العربية؟ الآن لا مراعاة لأن العرب فقدوا المشاعر نحو بعضهم البعض (والغين ستواصل عدم احترام العين)، فهل ستهتم واشنطن بهم؟، فرنسا وحدها التي بقيت بمشاعر، وليت فلسطين وقعت تحت انتدابها ولما كانت فعلت كما فعلت بريطانيا التي سلمتها لليهود، ولما تركت الخليج في أزمة، ولا تركت بغداد تنتهك، بريطانيا التي غابت عنها الشمس بدعوات الصالحين مطالبة إن استطاعت أن تعيد للاشياء هيبتها، وان تعيد للمظلومين حقوقهم، بريطانيا عليها أن تهمس في أذن حليفتها، لا تواصلي الظلم حتى لا يكون مصيرك مصيرنا، فهناك مارد يتململ!! ا
وقد تنبأ به اليهودي كسينجر والمارد سيأتي بعد سقوط الوليد بن اليزيد
وعالمنا العربي منذ سقوط آخر ملوك الطوائف في الأندلس ورحيل آخر جندي عثماني من دمشق ووقوف اللنبي على قبر صلاح الدين وهو كما الكرة تتناقله الأقدام على مساحة الملعب الممتد من المحيط إلى الخليج، والمصيبة انهم يعلمون ولا يريدون أن يقفوا موقف رجل واحد بل يقفون مع عدوهم ضد أنفسهم، وأردوغان يعلن من اسطنبول بأعلى صوته اصحوا ياعرب إن تقسيما جديدا يرسمه المعلم للخليج والعراق وسوريا ولبنان.
نبضة أخيرة
منذ غابت صورتك من على سطح الماء، انكسفت الشمس، واعتل الهواء.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
22/11/2017
1996