+ A
A -
قابلته في المسجد بعد أداء صلاة الفجر.. وهو يقرأ القرآن.. بعد السلام والديباجات في الكلام.. اقترحت عليه الإفطار معاً في يوم إجازة بمنزله العامر بعين خالد.. رحب واستبشر ولقيت منه تجاوباً سريعاً.. ثم عقب واقترح أن يكون في منزله في منطقة «بو ظلوف» شمال قطر.. ولكن ما راقت لي الفكرة لبعد المسافة! وألحيت عليه أن يكون الإفطار في منزله العامر في الدوحة وتحديداً في حديقته الغناء التي تذكرني بحدائق سويسرا وانترلاكن، وشلالات جس باخ الساحرة، حديقة «بوعبدالله» لوحة فنية عجيبة.. صممها بمزاج عال، بتشكيلات فريدة باستخدام الأشكال الهندسية البسيطة والمنحنيات اللولبية بصفته مهندسا متمرسا وعاشقا للجمال والذوق الرفيع والبحر الوسيع كصديقه ونسيبه الضاحك والوسيم «بوحمد» الفارس الكريم.. لا يوجد في حديقة «بوعبدالله» الكثير من الورد والنرجس والريحان ولكن ما يميزها كثرة المعادلات الهندسية في تصميم منحنيات الحديقة العجيبة.. إن تناول الفطور مع «بوعبدالله» عجيب ولا في أروع منه.. يحب البلاليط والجبن الأبيض الخالي من الملح.. يتناول الفطور الصحي.. ويمتعك بحديثه عن القراءة والثقافة والحب العذري العتيق.. وينشطك بحديثه عن الرياضة و«السيكل» الدراجة والسباحة والسياحة و«طرابزون» و«اسطنبول» والبحر والصديق.. ليس هناك أجمل من أخ وصديق صالح يفرح للقياك ويبتهج بصحبتك.. ومنك لا ينزعج.. «بو عبدالله» ملاك في الحنان والطيبة والسلام والحب.. زينة دنياه ونبض قلبه أولاده وأحفاده وإحسانه للغير وخيريته للآخرين.. رغم أن الباحثين والمهتمين يشددون على وجبة الفطور أو الإفطار وأهميتها للملتزمين بها والتمتع بحياة أفضل ولحظات أجمل، إلا أني أقول إن متعة وجبة إفطار الصباح تعتمد على من الذي يتناولها معك لا الوجبة في حد ذاتها وأن تكون على أنغام وروائع وصوت فيروز.. وهذا الذي أجنح وأذهب إليه.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
18/11/2017
2157