+ A
A -
علاقاتنا الاقتصادية مع السودان (قوية) جملة قصيرة مكتملة المعنى.. قالها وزير المالية شريف العمادي في الخرطوم، قول له ما بعده، وظني أن الجميع فهم المغزى.
والاقتصاد يحرك كل شيء، السياسة اقتصاد، وحياة الناس اقتصاد وسياسة.. ومعهما تتحرك علاقات الدول صعودا وهبوطا، والقادة الحقيقيون يفكرون بعيداً عن المؤثرات الجانبية الزائلة.
زيارة العمادي القصيرة زمناً، للخرطوم تعني الكثير.. تضع ملامح استراتيجية لعلاقات اقتصادية أكثر متانة، الآن، ولسنوات قادمات.. وهكذا قال العمادي.. تحدثت مع البشير عن المشاريع القطرية القائمة الآن في السودان.. وبحثنا تطويرها خلال المرحلة المقبلة.
المباحثات قطعت شوطا مقدراً، لم تغرق في التفاصيل الصغيرة الروتينية، وتجاوزتها إلى الاتفاقات والتفاهمات العملية على الارض.. مشاريع قطرية كبيرة ومهمة قيد الدراسة وستظهر نتائجها قريبا.
إذن هي شراكة متقدمة يرجى منها الكثير، وقادة البلدين مستعدون لتلك المرحلة من التعاون.. والسودان أكثر استعدادا وتهيؤا من ذي قبل..
الزيارة الخاطفة حظيت بمتابعة واهتمام كبير من وسائل الإعلام والخبراء الاقتصاديين، لما لها من دلالات مهمة على المستوى السياسي والاقتصادي وتحديدا في هذا الوقت.. وأجمعوا على أنه سيكون لها مردود اقتصادي كبير على البلدين.
الاستثمار الناجح أساس لبناء ونهضة اقتصادات الدول، عندما يتركز في القطاعات الاستراتيجية المنتجة، وكانت الاستثمارات القطرية في البنى التحتية الطرق والجسور والزراعة والبترول والتعدين وغيرها، استثمارات بشهادة المسؤولين السودانيين ساهمت كثيرا في دعم الاقتصاد السوداني، ولم يكن قط استثمارا يبحث عن جني الأرباح السريعة.
ولمَ لا تكون قطر حاضرة الآن، بعد رفع الحصار الاقتصادي، وهي التي وقفت إلى جانب السودان في أحلك السنوات، وهو يعاني أزمة مالية خانقة ومستفحلة.. في وقت لم يكن له صديق في المنطقة.. ويقف سلام دارفور وتنميتها شاهدا على التاريخ ليحدث الناس بلسان مبين..
زيارة وزير المالية، تعتبر رصيدا إضافيا، وقطر لا تتأخر قط عن السودان.. لغة الأرقام والمصالح ليست كل ما يجمع البلدين.. وإنما تاريخ موغل في القدم من العلاقات الرسمية والشعبية..
الزيارة ناجحة وممتازة..
قالها العمادي قبل أن يستقل الطائرة عائداً إلى الدوحة..
... وبنجاح زيارة العمادي أصبح اقتصاد السودان يتكلم «قطري».
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
15/11/2017
2625