+ A
A -
رافقت الكثير من الوفود الرسمية القطرية في كثير من مؤتمرات ومنتديات العالم وكنت في كل مرة أشعر بالفخر وأنا أرى صوت بلادي يعلو والجميع ينصت له باحترام، ولكن هذه المرة ونحن في جنيف التي يصفها الرحالة أنها بوابة جبال الألب في فصل الشتاء، أقول هذه المرة كان الفخر عاليا لأن قطر عندما تكلمت صمت العالم وكان صوتها ممثلا في سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل صوت الواثق في خطواته، وهو يتحدث عن إنسانية قطر ويعدد الإجراءات والتشريعات التي اتخذتها بلادنا لحماية كافة الوافدين إليها رغبة في العمل والكسب والادخار، ولم ينس الدكتور النعيمي وهو يتحدث عن كيفية تحقيق الحماية للوافد أن يؤكد على أن قطر تقدر للوافدين دورهم في تنمية بلادنا، وإننا نثمن عاليا ما تقدمه العمالة الوافدة من جهود في عملية التنمية التي تشهدها قطر في شتى المجالات، وسوف تظل قطر حريصة كل الحرص على الوفاء بالتزاماتها لكفالة حقوقهم ورعايتهم وتحقيق مصالحهم.
هكذا يجيء الصوت القطري معبرا عن القيم والأخلاقيات الإنسانية، فنحن لا نعتبر ما نفعله للوافدين منّة، بل نعتبره نوعا من رد الجميل، وفى هذا يختلف القطريون عن غيرهم، ولهذا جاءت النتيجة سريعة ممثلة في إصرار كل أعضاء الوفود المشاركة في أعمال الدورة 331 لمجلس إدارة منظمة العمل الدولية على إغلاق كافة القضايا العمالية المرفوعة ضد قطر، بعد أن أيقنوا جميعا أننا نراعي العمالة الوافدة ليس خوفا من إجراءات عقابية أو ما شابه ولكن انطلاقا من قيمنا وأخلاقياتنا ومن تعاليم ديننا.
قطر منذ البداية أكدت أنها لا تتحرك إلا وفق هدف واحد ألا وهو حماية حقوق الإنسان ولعلني لا أذيع سرا عندما أقول أنه وبسبب الرعاية الفائقة التي توليها قطر للوافدين إليها، فإن مواطني الكثير من الدول الغنية يحرصون على المجيء إلى بلادنا بغرض العمل لدرجة أن كثيرا من مواطني دول الخليج المجاورة لنا ومنها دول الحصار الثلاثة كانوا ومازالوا يعملون في قطر رغبة منهم في تحسين أوضاعهم المعيشية.
ورغم الحملة الظالمة التي تعرضت لها قطر في السابق والحصار الذي تتعرض له حاليا فمازال هؤلاء بالإضافة إلى آلاف من إخوتنا المصريين يعملون ويعيشون بيننا، ويستطيع أي متابع للأحداث أن يرى الرغبة الشديدة لدى هؤلاء وهؤلاء للبقاء في قطر تأكيدا وترسيخا للحياة الكريمة التي وجدوها بيننا.
ومرة أخرى أكرر إنني لا أذكر ذلك للفخر ولكنني أسوقه لكل هؤلاء الذين تآمروا على قطر وحاولوا استغلال ملف العمالة الوافدة للنيل من بلادنا سامحهم الله.
لا ازال أذكر يوما شهدت فيه اجتماعا بين سعادة وزير التنمية الإدارية والعمل وعدد من قيادات الوزارة من ناحية، وعدد كبير من أصحاب الأعمال في دولة قطر من ناحية أخرى، ووقتها سمعنا أحد أصحاب الأعمال وصوته مليء بالشجن والحزن وهو يقول أن بلاده تنصر العمالة وتأخذ بشكواهم حتى لو لم تكن صحيحة وإنه يتمنى أن يكون له نصف حقوق العمالة الوافدة التي تعمل لديه، وهنا رد عليه سعادة الوزير بابتسامة هادئة مذكرا إياه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه ممّا يأكل، وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم، فإن كلّفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم) .
وحينما قال أحد أصحاب الأعمال أن العاملين بشركته يطلبون العمل لساعات إضافية طويلة والجهات الرسمية بوزارة العمل ترفض ليرد عليه سعادة الوزير قائلا: إن العامل لديه طاقة ولهذا فلا يجوز إهدار صحته في العمل لساعات طويلة ويكفي العمل للساعات المكررة رسميا حفاظا على صحته وقدرته على الإنتاج في إشارة واضحة لاهتمام الدولة القطرية بصحة العامل وعافيته وأنا عندما أسوق تلك الأمثلة فإنني أسوقها لأوضح كيف تتعامل وزارة التنمية الإدارية بأرفع مستوياتها مع ملف العمالة، وكيف ينطلقون في رعايتهم لهؤلاء العمال من الهدي النبوي الشريف ومن تعاليم ديننا الحنيف.
قطر يا سادة اسمها الأثير لدى مواطنيها ومقيميها اليوم كعبة المضيوم فإذا كنا ننتصر للمظلوم خارج بلادنا فهل نترك الوافد إلينا ونحن شعب الأكرمين لهذا فأنا أقولها بفخر واعتزاز أن انتصار منظمة العمل الدولية لقطر لم يأت إلا بعد التأكد من مصداقية قطر والمراقبة الدقيقة لأوضاع العمال بها، فقطر لا يمكن أن تتهاون في موضوع حقوق العمال، لأن ذلك ينبع أولا من ديننا الإسلامي وأخلاقنا في معاملة الغير، كما أن قطر هي كعبة المضيوم والتي تقوم بمساعدة جميع الدول المنكوبة فهل نترك المقيم يعانى كما حاول البعض أن يزعم؟ .
إننا اليوم قدمنا براهيننا والعالم كله استمع باحترام وكان رده فاحما لهؤلاء الذين جبلوا على العمل في الظلام وانتصر الصوت القطري وزهق باطل المدعين.
الحق إنني وأنا أرى النصر القطري الساحق ونحن على مقربة من جبال الألب تذكرت العديد من قصائد، مؤسس بلادنا الحبيبة قطر الشيخ جاسم بن حمد طيب الله ثراه والتي تعدد مكارم وأخلاق الأسرة الحاكمة والمواطنين القطريين وهمتهم في نصرتهم للحق، واحتضانهم للمظلومين، وتوفير سبل العيش الكريم لمن هجر أرض الخراب وحكم الطغاة..
واخيرا اقول
شكرا لفريق العمل:
سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الادارية والعمل والشؤون الاجتماعية
سعادة السفير علي المنصوري سفير قطر في جنيف
سعادة فيصل الحنزاب مدير إدارة حقوق الانسان بوزارة الخارجية
العميد عبدالله بن صقر المهندي مدير إدارة حقوق الانسان - وزارة الداخلية
السيد محمود الصديقي ممثل وزارة التنمية الإدارية والعمل لدى منظمة العمل الدولية.
السيد صالح الشاوي مدير إدارة علاقات العمل - وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية

بقلم: عبدالله غانم البنعلي المهندي
copy short url   نسخ
12/11/2017
4906