+ A
A -
لِتَرْطيب حياتنا وتَليين مشاعرنا قد لا نحتاج إلى خطوات كثيرة. القليل من الكلمات يَكفي، والقلب ميثاق، واللسان أذواق..
عندما نَجِدُ الكثيرَ مِن الوقت نَجِدُ معه الكثيرَ مِن الفراغ، فلا نَدْرِي معه ما العمل. وعندما نَجِدُ الكثيرَ مما يُمكن أن نَعملَه لا نَجِدُ شيئا مِن الوقت. هذه هي الحياة.
بَعضُنا يَشتكي لأن لديه فائضا مِن الوقت الذي لا يَدري فِيمَ يُنْفِقُه، وبَعضُنا الآخَر يَشتكي لأن عُمْرَ اليوم الواحد لم يَعُدْ يَكفيه لإنجاز كل ما يُنْتَظَر منه أن يُنْجِزَه..
في زمننا هذا المسكون بالغرائب والمشحون باللامعقول يُخيَّل إلينا أحيانا أننا في عالَمِ مجانين، مجانين جَرَّبُوا كُلَّ شيء في الحياة حتى زهدوا في الإحساس بالحياة إن لم نَقُلْ إن الإحساسَ في الحياة زهد فيهم..
هؤلاء المجانين ما عادوا يَشعرون بوجودهم، ما عادوا يَشعرون بشيء. ولأن قلوبهم فارغة، فقد فَكَّرُوا في كُلّ ما مِن شأنه أن يُحَرِّكَ قلوبَهم التي لا تتحرك، قلوبهم الميتة..
مَيِّتُ القلب لا تَسْتَغْرِبْ إن وَجَدْتَه قد جَرَّبَ الحرب، جَرَّبَ القتل، جَرَّبَ الإبادة، وجَرَّبَ بالْمِثل العبادة، عبادة الشيطان لما أَمْرُ إخوته عليه هَان..
هؤلاء وأولئك ليلهم لا آخِر له، وعيونهم لا تَفتح حين تَفتح عينُ الشمس.. يُصبحون ويُمسون وقلوبهم مُلقاة في حفرة لا قاع لها..
الطيبون قِلَّة، طيورهم تُحلق في غابات قلوبنا، فإذا بِشَدْوِهم يَنشر الدفء في كوكب القلب البارد، البارد بعيدا عن مدار الحُبّ..
القلب الحيّ مدينة، مدينة للطيبين فيها منازل..
القلب الحيّ سفينة، الطيبون فيها ربّان..
القلب الحيّ شرفات، منها يُطِلّ عليك صٌنَّاع الحياة في قلبك..
مَراتب الطيبين في القلب يُحددها حصان الحُبّ الذي لا يَستوقفه حاجز.. لِكل طَيِّب أريكة ومُسْتَقَرّ، ولكل طَيِّب وردة حُبّ لا تَذبل وشمس لا تَغيب..
ما أجمل أن تَكون مَلِكاً بالحُبّ، مَلِكا بتيجان مَن تَرَبَّعُوا على أرائك قلبك ولَكَ أشرقَتْ شمسهم!
نافِذَةُ الرُّوح:
«تعسا لزمن يتواطأ فيه الأخ مع شيطانه ضدَّ أخيه!».
«الطريقُ إلى جَنَّتِك مسافةُ حُلم».
«الحكمة عُيون مَن خانَهم البَصَر».
«كلانا يَزرع الوردَ في شُرفات العُمْر، لكنْ مَن مِنَّا يَحصد الشوكَ على مدار الأيام؟!».
«بين نخلتين دَلَوْتُ حَظِّي من بئر الزمن، فلما نضب الماء وقعتُ فيها».
«العُمْرُ يَتقلَّص، والظَّمَأُ يَتَمدَّد».
«تَهوي شمس الأمل بِقَدْر ما تَعدو خُيول الوقت».
بقلم : سعاد درير
copy short url   نسخ
09/11/2017
3618