+ A
A -
هل نحن أمام «صحوة» في عصب السلطة في المملكة الغربية السعودية لتقصيرها طوال القرن العشرين، وحتى الآن، في الارتقاء الى مستوى القرار الواعي الذي كان يؤمل ان تتبناه ليتناغم مع مسؤوليات هائلة ملقاة على كاهلها بحكم الضرورة لا الاختيار، خاصة بعد الأحداث الكارثية التي اجتاحت الدول العربية الكبرى، كمصر المشلولة والعراق المغلول وسوريا المعطوبة؟.
وجدت السعودية نفسها بعد سنوات »الربيع العربي« وجهاً لوجه أمام واجبات مطلوب منها أن تمارسها داخلياً وعربياً وإقليمياً وإسلامياً ودولياً. فهي وحدها في الصدارة بعد خروج القاهرة وبغداد ودمشق من دائرة التأثير، بغض النظر عما إذا كان ذلك الخروج قد تمت برمجته من خلال مؤامرة صهيونية غربية تجاوَزَتْنا في الذكاء والدهاء، أو غير ذلك من نظريات.
السعودية وحدها تملك المقدرات اللازمة لتلبية متطلبات المرحلة، والتصدي للطامعين ممن شجعتهم الحروب الإقليمية والطائفية الدائرة الآن على تكثيف هجماتهم ومد نفوذهم، إلى درجة باتت تهدد الوجود العربي كله، وليس الأمن القومي وحده.
نامت الجامعة العربية تماماً وجمدت نفسها دون قرار من أحد، فيما غفا مجلس التعاون الخليجي بانتظار من يوقظه أو يحيله إلى غرفة الانعاش. فهو إذن يملك الاختيار بين اللحاق بالجامعة، أو رص صفوف دوله الست وإنهاء خلافاته قبل فوات الأوان.
طوال الوقت نأت السعودية بنفسها عن قضية تحرير فلسطين، لكنها اكتشفت أن تبني ذات الموقف تجاه إيران، يعني نهاية دورها الإقليمي، ولعلها أدركت كذلك أن حسم صراعها مع إيران، سيدفع إلى حسم مماثل للصراعات في كل من سوريا والعراق واليمن التي لطهران نفوذ سياسي وجغرافي فيها، وكذلك التعجيل في حلحلة القضية الفلسطينية، وتنشيط دور مصر، وإحياء الجامعة العربية، وتثبيت الرياض كعاصمة رائدة تجاه قضايا الشرق الأوسط والخليج.
أملنا أن يتحقق الحسم عبر المصالحات والتسويات، وليس من خلال الصواريخ، غير أن القِدْر ما زال في مرحلة الغليان التي نرجو أن تنطفئ ناره، ويستعاض عنه بالحوار.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
08/11/2017
2801