+ A
A -
مائة وخمسون يوماً على الحصار الجائر على دولة قطر.. ومازال السؤال الذي لم نجد له إجابة حتى الآن.. لماذا هذا الحصار؟
وحتى دول الحصار لاتملك إجابة على هذا السؤال لأنها عاجزة عن تقديم دليل واحد على ادعاءاتها.. وكل يوم يمر دون جواب لا يزيد دول الحصار إلا تخبطا، وما تصدر البحرين المشهد إلا تأكيدا على ذلك ولا نملك أن نقول سوى كلمة «الله يعينهم» لسبب بسيط لأنه لنا نحن القطريين في البحرين والسعودية والامارات كذلك مثلما لمواطنيهم ويزيد. وما إعلان قطر استعدادها التقدم آلاف الخطوات نحو المصالحة الخليجية إن تقدم الاشقاء خطوة واحدة إلا دليل على ذلك.
نعود لسؤالنا المعجز.. لماذا هذا الحصار؟
لا أملك إجابة شافية.. قد يقول قائل إذا لماذا هذا المقال بالأصل إذا كنت لا تملك جواباً أم هي فلسفة زائدة! أقول صبرا علي يا آل ياسر. سوف اسرد عليكم عدة تحليلات قد تجيب عن سؤالنا وهي نظريات سبق أن طرحتها سابقاً، ولا مانع من إعادة طرحها لعل الفائدة تتحقق منها
التحليل الأول: هوشة ما بعد جرس المدرسة
في كل تجمع بشري دائماً ما يكون هناك عصبة تريد أن تستفرد بالرأي والمكانة.. ولذلك تتنمر على من هو اصغر في محاولة لإخضاعه بالقوة حتى لو لازم الأمر التعدي عليه، وهو ما يعرف اصطلاحاً بـ «هوشة ما بعد المدرسة» فهو لا يشعرك بما يكمنه من شر لك خلال الحصص الدراسية بل تجده يضحك معك.. وفجأة ما أن يقرع الجرس حتى يتكالب عليك هو ومن يسمى بالفزعة ولا علاقة لهم بالفراعنة، والأنكى من ذلك أنهم لا يعرفون سبب هذه الهوشة هو اشبه ما يكون بغسيل المخ؛ لتتحول الحصة الأخيرة إلى ما يشبه الحرب العالمية الثالثة ووقتها حتى تدخل مدير المدرسة لن ينفع لان الشر أعماهم عن الحق.
التحليل الثاني: فاشنيستا..
ان الفاشنستي لفظ يطلق على الشخص الذي يتتبع آخر صيحات القضايا، والمشاكل الاجتماعية، والفتاوى الدينية إذ يوجه الرأي العام لصالحه سواء عن طريق إثارة النعرات الطائفية أو الجنسية أو دينية، في عالم التواصل الاجتماعي، ليتهافت عليه الجمهور. لا يهم ماذا يعرض! هو يخاطب غرائزهم.
الأمر لا يقف عند هذا الحد ولكن هذا الفشنستي يكون محط انظار المسؤول الداشر فيقربه منه بل ويضعه في اعلى المناصب.. ومن هنا تتعقد المسائل اكثر واكثر.
التحليل الثالث: المسرح..
الرأي العام يتشكل بداية مع من يصنف نفسه بالسياسي المحنك، أو المثقف المتوثب، أو الإعلامي العالم، أو الناصح الأمين، أو الاقتصادي الخبير، أو القانوني الغاوي، حيث يتصور نفسه قبل ان يخط كلماته بأنه فوق خشبة مسرح في مواجهة الجمهور، لا يفكر بكيفية الارتقاء بهذا الجمهور ولكن يفكر بأفضل الطرق لاستدرار عاطفتهم، لتجده يقول ما يعلم أنه يروق للمتابعين. وتأتيه ردود الأفعال المؤيدة، وينتشي أكثر حتى تجده يرغي ويزبد حتى يغادر خشبة المسرح. ولا يملك المسؤولون هنا إلا لتصفيق له ودعوته للمشاركة في حفل اطلاق مبادرتهم الجديدة وهي صناعة المستقبل.. للاسف مستقبل وهمي
التحليل الرابع: جلسة طرب..
الأمر لا يحتاج إلى شرح كثير أو مطول هم شلة الطرب فتخيل كيف سيكون الحال لو تصدروا المشهد الخليجي.
في الختام قد لا تجد ضالتك في هذه التحليلات.. ولعل التاريخ ينصفنا ونجد جوابا شافيا لسؤالنا؟

بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
02/11/2017
2779