+ A
A -
انطلاق الجزيرة، عام 1996، حرك المياه الساكنة في البرك الإعلامية الداكنة، وحدق أعداء حرية الكلمة في إشعاعها المنطلق من الدوحة، ليتعدى الآفاق العربية إلى الغربين والشرقين الأدنى والأقصى، وتقاطر وزراء اعلام دول خليجية وعربية إلى الدوحة يطالبون بتجريمها، وتقزيمها وتحجيمها، فيما كان رائد حرية الكلمة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني،أطال الله في عمره، يرد على المطالبين باجراءات تعطي الجزيرة والصحافة مساحة أوسع، من الحرية، فألغى الرقابة على المطبوعات بل ألغى وزارة الاعلام كجهة مفهومها لدى العالم الثالث الحجر على الفكر، وأطلق العنان للثقافة الداخلية والخارجية.
كنت في زيارة لمجلس في دولة خليجية مع بداية انطلاق الجزيرة، وكان النقاش حول سفر وزراء الاعلام والخارجية الخليجيين والعرب إلى الدوحة، يحملون رسائل اللوم والعتب والطلب، متهمين الجزيرة بأنها كشفت المستور، احدهم قال لا يمكن ان نستغني بعد اليوم عن الجزيرة ومن لا تعجبه فبإمكانه ان يقلب القنوات فرد عليه آخر حتى لو حول المحطة سيعود إلى الجزيرة.
فهنيئا لحرية الكلمة بالجزيرة وللرسالة الإعلامية التي تقدمها هذه القناة التي أرست مبادئ في العمل الصحفي المرئي..

خمس كلمات اخترقت الفضاء وحطت على شاشة هاتفي لتستقر في قلبي ووجداني وتجعلني أردد هنيئا للثقافة بهذا الرجل الذي أعطى للثقافة بهاءها وواصل باقتدار رسالتها،، كلمات خمس جاءت من سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، تعقيبا على شكر لما يقدمه من حماية ورعاية للثقافة والفكر، فيرد بتواضع العالم، «أنا في خدمة حرية الكلمة والثقافة والرياضة».
هنيئا لقطر وزير ثقافتها الشاعر ورجل التراث والمهمات الصعبة الذي فتح الباب للابداع وقدم للاعلام والاعلاميين وللثقافة والمثقفين زاد العصر، حرية الكلمة وطموح ان يرفع نسبة القراء في قطر إلى مائة بالمائة، من خلال مبادرات طموحة تربط الشباب بالكتاب وهو ما يعمل وزير الشباب على تحقيقه.
نبضة أخيرة
وعد تلاه وعد، ومن رضخوا للوعد، يعودون لتأكيد احترامهم للوعد، ويعترفون بدولة من أعطاهم الوعد أرضا لا يستحقونها، ويحاصرون من رفضوا وطالبوا بإلغاء الوعد.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
31/10/2017
1807