+ A
A -
مما لا شك فـيه أن الشائعة مرض خطير جدا يسري في شرايين المجـتمعات كسريان الدم في العـروق، والشائعة كما نعـلم جميعـنا حديث إفك كما أخبرنا ديننا الإسلامي بذلك، فـما الشائعة، ومن يروجها.. وما هـو الـتعـريف الدقـيق لها.؟
الإشاعـة هي معـلومة ليست صحيحة، وهي تستخـدم مـن قـبل البعـض للتعـبير عـن حالة من حالات الكبت النفـسي سواء الفـردي أو الجماعي وهي تروج شفاهة بالكلمات المسموعة وهي تتناول حالة غامضة، ويساعـدها عـلى الانتشار السريع غـياب الخـبر الصحيح الصادر من الجهات المختصة، وبتعـريف أدق، هي تعـبير عـن الرأي العام «الباطن الذي لا يجرؤ عـن الافـصاح عـن الحـقـيقـة، وإنما يلجأ إلى الشائعة للتعـبير عـن مكنونه بأساليب ملتوية وغـير مباشرة، وهي ليست خبرا وليست نكتة، وهي سريعة الانتشار، والشائعة قـد تـنطلق في أي مجـتمع، ومن أفـضل الوسائل لمقـاومتها والقـضاء عـليها، هـو توعـية الـرأي العام لمواجهة الإشاعـات، لأن الإشاعات قـد تدمر المجتمع.
إن مروجي الشائعات أصناف وأنواع، فـمنهم من هـو عـلى درجة كـبيرة من الـدهاء والخبث، فـيروج الشائعة ليحقق لنفـسه من ورائها مصالح ذاتية، ومنهم أيضا من هو مغـرم بادعاء معـرفة الكثير من الأسرار وما يجري خلف الكواليس، فـيروج الشائعة ليوهم الناس أنه عـلى مقـربة من «صناع القـرار» أو أن المصادر التي استسقى منها معلوماته الخطيرة موثوق بها تمام الثقة.
من الظواهـر السلبية في مجتمعـنا القـطري كثرة إطلاق الشائعات، وهـذا من شأنه لأن يحدث بلبلة بين الناس، ويحتم الواجب عـلينا جميعا، وبخاصة الطبقة المثقفة رفـض هـذه الشائعات وتحـري الحقـيقة بشأنها، فـنحن ولله الحمد مجتمع الأسرة الواحـدة، وهـذا يجعـلـنا نستغـرب حينما نسمع عـن اشاعة يتحدث عـنها الناس في مجالسهم، ولا نملك من أمرنا إلا أن نتساءل: من يقف وراءها، من يروجها ولصالح من.؟ ومجتمعـنا القـطري مثله مثل أي مجـتمع آخـر يخلـق الشائعات ويرددها، ولا شك في أن عـلى وسائل الأعلام المختلفة تقع مسؤولية التصدي للشائعات ووأدها في مهدها قبل أن تنتشر بين الـناس لأن الشائعة كما أسلفـنا مـرض تصيب المجتمع بالأذى.
لـقـد أصبحت الإشاعة أيضا في مجتمعـنا جـزءا من مجالس الحريم، كما هـو الحال في مجالس الرجال، حتى أنه لا تخلو جلسة من جلساتهن الكثيرة من شائعة، وكل واحدة منهن تضيف عـليها ما شاءت من الإضافات، حتى تصبح وكأنها حقـيقة بالنسبة للمجتمع.
والشائعة رغـم أنها كلمة صغـيرة في عـدد أحـرفها، إلا أنها كبيرة جدا في مضمونها، فهي من أكبر العـناصر الهدامة في المجـتمع، فهي كالمرض الخبيث يسري في جميع أعـضاء الجسم، ولكن إن وجـد الدواء قـبل استفحال الـداء قـضى عـلى الشائعة وهي في مهـدها، ولكـنها تصبح كالـنار إذا أضرمت في الهشيم إن لم تعالج في حينها، لا شك أن من يروج الشائعات إنسان ميت الضمير شب عألى الأكاذيب واختلاق ما هـو ليس صحيحا.
(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فـتبينوا أن تصيبوا قـوما بجهالة فـتصبحوا عـلى ما فـعـلتم نادمين) صدق الله العـظيم.
بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
18/05/2016
899