+ A
A -
صديقي البريطاني مستر درايسدل كان يعاملني بلطف شديد حين علم أني من أصول فلسطينية.. ولم أكن أجد تفسيرا لهذه المعاملة المميزة عن زملائي الهنود والمصريين.. إلى أن سألني ذات يوم: هل تعتقد أن بريطانيا تفي بوعدها؟.. أجبت: لا، فقال.. كيف؟.. قلت: لم تصدق مع وعدها للشريف الحسين بن علي نظير مساعدته لها في حربها الأولى ضد الدولة الإسلامية العثمانية بل لم تعترف بمملكة الحجاز التي أسسها عام 1916 وقامت بنفيه لأنه طالبها الوفاء بما وعدت. فانفرجت أساريره.. إلى أن قلت بريطانيا تفي بوعدها لليهود فقط لأنها تخشاهم أما نحن العرب فلا تفي لنا بوعد لأننا لا نحترم أنفسنا.
نعم بريطانيا وفت بوعد بلفور الذي تحتفل بريطانيا وإسرائيل بذكراه المئوية في الثاني من نوفمبر المقبل حيث ضربت رئيسة الوزراء البريطانية بطلبات العرب للاعتذار عن هذا الوعد أو إلغائه عرض الحائط لأنها لم تعد ترى أمة وهي تختلق الكذب ويحاصر بعضها البعض وتهرول لإرضاء شالوم بن شاليم.. نعم إنه الوعد المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».
وعد بلفور- هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
حين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد على 5% من مجموع عدد السكان. وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطانى فلسطين.
أنا كمواطن عربي لن أغفر لبلفور ولا لبريطانيا ولا للعرب الذين أيدوها.. حتى تلغي قرارها وتعتذر لملايين الأطفال الذين شردوا وللنساء اللاتي ترملن.
وعلى العرب أن يصدقوا أنفسهم ويطالبوا من اغتصبت أرضهم بأن تعتذر.
نبضة أخيرة
أينما وجد الحاكم الرشيد.. تجد الشعب السعيد.. وأنا مواطن سعيد..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
27/10/2017
1676